ينقلون عن وزير سابق أنّه استيقظ من نومه، مُبكّراً، فطلب الجريدة من الخادمة الفلبينية التي ردّت فوراً: “نو جريدة، سير”، وأنّه طلب منها هاتفه النقّال، فقالت: “نو موبايل سير”، وأنّه سأل عن سائقه الخاص، فلم تستح من إجابتها، دون مراعاة شعوره: ”نو شوفير سير.. نو سيارة سير، إنت نو وزير سير!”.
نعرف أنّ الأمر مجرد نكتة حبكت مع الأردنيين الذين صاروا مؤخراً يتقنون فنّ النكتة السياسية، ونعرف أنّ خاتمتها التالية زيادة في “التشنيع”، حيث يسأل صاحب المعالي السابق خادمته: “وهل زوجتي ما زالت في البيت؟!”.
هذا النوع من “التنكيت السياسي”، المضحك المبكي، بات يملأ المجالس والدواوين ووسائل التواصل المجتمعي، وخصوصاً في الوقت الضائع الذي نعيشه الآن، بين مرحلة حكومية طالت كثيراً، فعرفنا خيرها من شرّها، وأخرى مقبلة ما زالت في علم الغيب، ومفتوحة على كلّ التوقعات والتنبؤات والتحليلات التي ستصيب أو تخيب.
وفي قناعتنا أنّ هذا النوع من الحياة السياسية يشبه حالة شلل تصيب الإنسان، نتمناه مؤقتاً، وأن تحمل المرحلة الجديدة المقبلة قواعد جديدة أكثر وضوحاً، يعرف كلّ طرف فيها ما له وما عليه، ولعلّ مجلس نواب جديد أكثر تمثيلاً للناس، ومجالس لا مركزية قوية، سيوصلان إلى حكومة أكثر إنجازاً، وبالتالي نكون أمام بيئة سياسية أكثر نقاء، وهذا هو أضعف الإيمان.
السبيل