عمون - أكد القنصل الاردني لدى هنغاريا المهندس زيد نفاع أن الأولوية في الوقت الراهن للحديث عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وتنمية المحافظات.

حديث نفاع الذي وصل عمان مساء السبت، جاء بعد إشارته إلى انشغالات الصالونات السياسية في عمان، وتركيزها على موضوعين فقط هما: موعد حل البرلمان ومن سيشكل الحكومة القادمة.

ودعا نفاع في تصريح لـ عمون إلى تصور حقيقي وشمولي لانعاش الوضع الاقتصادي المنهك بما يتضمنه ذلك من خطة عملية (بعيدا عن الاستراتيجيات الورقية التي ترى النور كل خمسة او عشرة أعوام كوبي - بيس، عبي ورق).

الأولوية، التي رآها نفاع، أكثر إلحاحاً وأهمية هي تنمية المحافظات، وقال ان هذا الموضوع اصبح مقلقا اكثر من الماضي، معللا ذلك لسببين رئيسيين، الاول عدم فتح مشاريع إنتاجية في المحافظات الأقل حظا والسبب الثاني يعود للعمالة السورية اللاجة التي أصبحت تجتاح محافظات المملكة في ظل فرص تشغيلية أصبحت اوفر حظا لهم من فرص الأردنيين، وذلك لان التدريب المهني والخبرات أفضل عندهم، بالاضافة لقبولهم بتقاضي اجور عمالة اقل بكثير مما يتقاضاها العامل الاردني.

وتحدث نفاع عن تأثيرات الازمة السورية على الزراعة الاردنية وقال "منذ خمس سنوات وبعد نشوب الازمة السورية لم نفعل شيئاً تجاه توقف النقل البري"، فيما "كان علينا العمل والشحن بطائرات شحن جوي (كارجو) ذات سعة كبيرة اي بحمولة تتراوح بين ٨٠-١٠٠ طن وفتح مراكز توزيع أردنية في عواصم أوروبية وإغراق الاسواق الأوروبية بالخضار والفاكهة الاردنية وتحديدا في فصل الشتاء الذي يحرم القارة العجوز من انتاج خضار وفاكهة طازجة لقسوة البرودة وارتفاع أسعار الخضار، حيث يصل مثلا سعر كيلو البندورة ما بين ٣ - ٤ يورو للكيلو الواحد بحيث نستفيد من تنسيق عملية الشحن كي تعود هذه الطائرات محملة بالبضائع القادمة للأردن، ولكي تخفف اجور الشحن ٥٠٪.

وفي ما يتعلق بالسياحة قال نفاع "علينا التركيز على الجانبين السياسي والاقتصادي والعمل على جذب استثمارات كبيرة لقطاع السياحة الذي لا تزال بنيته التحتية لا ترتقي الى العالمية".

ودعا نفاع الى الاقتداء بالتجربة السياحية التركية، وقال "إن الاتراك نجحوا في استقطاب المليارات من المستثمرين الروس وأقاموا شواطئ بأضخم وأفخم المنتجعات السياحية في العالم".

كما لم يغفل نفاع عديد التجارب السياحية الناجحة، مستشهدا بنجاح الإسبان في استقطاب المستثمرين البريطانيين والأيرلنديين، وكذلك الاشقاء العرب من دول الخليج واستثمارهم في قطاع السياحة في دول أوروبا الشرقية وتحديدا دول البلقان..

ونوه نفاع إلى ضرورة التركيز على مشروع النقل العام واعطائه اولوية قصى، لافتا إلى ان وضع النقل في الاْردن وتحديدا في العاصمة عمان مقلق، محذراً من وضع "أصعب بعد عامين وأزمات مرورية خانقة".