بالثقافة وليس بالجباية والقسوة تحلّ الأزمات
خلف وادي الخوالدة
07-05-2016 04:36 PM
• تشهد الدول الأوروبية وغيرها الكثير من دول العالم أزمات سير خانقة. لكن حركة السير تنساب بكلّ سهولةٍ ويسر دون تواجد أي شرطي ودون أن تسمع أصواتاً لزوامير السيارات أو الأصوات الصاخبة لمكبرات الصوت وزوامير الخطر التي تنطلق من أرتال سيارات السير والنجدة والدراجات ومجموعات السير الراجلة التي تتواجد على الإشارات وفي الشوارع والطرقات. والأولى أن تنحصر المخالفات على الذين يقودون السيارات بطيش وإهمال ويقومون بأعمال التشحيط وحتى القضاء على هذه الظاهرة.
• لو استغل نسبة من ما يصرف على القائمين على تنظيم حركة المرور والملايين من عوائد المخالفات لتوفير المواقف والمرافق ونسبة أخرى لترسيخ الثقافة المرورية ضمن المناهج التربوية والإرشادية بدءاً بمرحلة الروضة وحتى الدراسات الجامعية وتنظيم زيارات مدرسية وجامعية إلى تلك الدول لغرس ثقافة شعوبهم في أذهان وعقول وممارسات مجتمعنا، وإعطاء هذه الناحية الأولوية والأهمية قبل نقل التكنولوجيا الحديثة لأن العنصر البشري هو محور الإعمار والبناء والنمو والتقدّم والإزدهار.
• والمؤسف أن بعض المسؤولين إن لم يكونوا درسوا في جامعات تلك الدول إلا أنهم حضروا العديد من الدورات والندوات والمؤتمرات هناك. وبعد عودتهم لم يتأثروا حتى يؤثروا بمجتمعاتهم بما شاهدوا من إيجابيات. وبعكس ذلك فإن أسلوب الجباية والقسوة والسوط والعصا ولّا وانتهى ولا بد من اعتماد أسلوب التوعية والتوجيه والإرشاد كمنهج عمل وأسلوب حياة للّحاق بركب الحضارة والنمو والتقدم والإزدهار.
• رحم الله الشهيد وصفي التل في حسه وبعد نظره عندما أوعز بتوسعة الشارع من العبدلي وحتى صويلح وعندما احتج أصحاب الأراضي المجاورة أجابهم بأنهم سيتمنون لو كانت سعته أضعاف ذلك لانه سيكون بالمستقبل القريب أشبه بعنق الزجاجة رغم أنه لم يدرس الهندسة في تخطيط المدن والقرى إلا أنه وبرعاية هاشمية درس ورسخ في ذهنه ودمه ولحمه ونسيج عظمه المصلحة العليا للوطن.
• حمى الله الأردن الأعز والأغلى وحمى الله قيادته الفذة الحكيمة وهيّأ لهم من يعملون على نهج السلف الصالح بكلّ جد وأمانة ونزاهة وإخلاص.
wadi1515@yahoo.com