من عادتنا أن نطبّل للمسؤول الجديد ، وأن نلعن المسؤول السابق ، ومن النادر أن يتمّ الاعتراف لموظّف عام في الأردن بانجازاته بعد خروجه من وظيفته ، ولعلّ الصورة التي نُشرت أمس لأميني عمّان السابق والحالي تخرج عن هذا المألوف ، وتقدّم مثلاً لنمط جديد في التعامل مع الوظيفة العامّة. وتستأهل رابطة الكتّاب الشكر على تكريمها لأمين عمّان السابق المهندس نضال الجديد ، بحضور الأمين الحالي ، ويستحق المهندس عمر المعاني الشكر على كلمته في المناسبة: فهو يعترف لسلفه بالانجازات التي حقّقها ، وبشكل خاص الثقافية منها باعتبار المناسبة ، فقد نجحت الأمانة في عهده بقيادة مشروع عمّان عاصمة الثقافة العربية قبل ثلاث سنوات ، وطرح المدينة بوجهيها الثقافي والعمراني.
ومن يقارن عمّان الآن بعمّان قبل عشرين عاماً ، سيرى مدينتين مختلفتين ، وإذا كنّا احتفلنا بأوّل نفق في بداية الثمانينيات كالهجين مع سلّة التين ، فقد صار لنا أن نعلن أنّ لدينا أوّل جسر معلّق ملتوْ في العالم ، وعلى الرغم من التسارع العجيب في تزايد عدد السكان ، فإنّنا ما زلنا نفخر بأنّ عمّان من أنظف المدن العربية.
أمانة عمّان الكبرى من أهمّ مؤسسات الأردن ، فهي تُعنى بنصف الأردن ، وليس صدفة أن يأمر الملك بلقب معالي لأمينها ، فهو أهمّ من وزير ، وقد مرّ علينا خلال العشرين عاماً الماضية أربعة أمناء لعمّان نفخر بهم ، الروابدة والعبادي والحديد والمعاني ، وللأخير نوجه كلمة شكر خاصّة باعتباره كسر عادة أردنية مستقرّة ، بعدم الاعتراف للسلف بفضله.