هُنـا بعمَّانَ رَفَّـتْ رايـةُ الحُلُمِ
تَرْنـو إلى القُدْسِ ، والألوْانُ تَبْتَسِمُ
خَفَّاقَةَ القَلْبِ ، يَجْري قانِياً دَمُهـا
في وحْدَةِ الأهلِ ، ينْقى مَحْفِلٌ وَدَمُ
ألفيْتُهـا بريـاضٍ لَـفَّها وَهَـجٌ
قَدْ شعَّ بالصّدْقِ ، خلىَّ الشَّمْلَ يَلْتَئِمُ
أنا سَألتُ عليْها في البلادِ عُـلاً
وقد تَجـاوَبَتِ الأصْقـاعُ والأمَـمُ
وأرْسَلَ الكوْنُ حُبَّاً مِنْ عواصِمِهِ
لِمُهجةِ الأرضِ ، فاستغْنى بها الكَلِمُ
مزهـوةً بارتفاعٍ بيْنَ صُحْبَتِهـا
تُصادِقُ النَّجْمَ في أرْكانِـها شَـمَمُ
تَسْقي الحبيبْينِ شْهداً من مَحبَّتِها
بهـا تُرَتَّـلُ آيـاتٌ وتُحْتَكَــمُ
لها تَدَانَتْ رجالُ الحرْفِ مِنْ أمَمٍ
فَكَمْ أفاضَتْ بعلْـمٍ وانْتَشى القَلَـمُ
بالوعْدِ أوْفَتْ كَما تاريخُها شَرفٌ
وإنْ تُؤشِّرْ إليْنا كلُّـنا نَعَـمُ
تَؤُمٌّ دَوْماً طريقَ الأتْقياءِ هُـدىً
وَتَنْتَحي قِبْلةً مِصْباحُها العَلَـمُ
إذا تجوَّلتَ عزَّاً في مَرابِعِهـا
تَلَمحْ سَلاماً ، وِفاقاً فِيهِ نَعْتصِمُ
في قَلْبِها للأماني مَرْسمٌ رَحِبٌ
بِهِ تُلَـوَّنُ آمــالٌ وَتُرتَسَـمُ
من حُسْنِها الفَنُّ غَطىَّ كلَّ باهِتَةٍ
بِها تَغَنَّى وجادَ اللحْنُ والنَّغَـمُ
وَتَفْتَحُ القلب مِحْراباً لِعزْوَتِها
لَوْ زارَهَا الأهْلُ أو سارَتْ لها القَدَمُ
بها عُيونُ الرَّضا تَنْدى لَنا فَرَحاْ
تُعانقُ الأهَلَ لا تُثْنى بِها الهِمَـمُ
إذا تَبَدَّى عذاب ُ خِلْتَـها مُقـلاً
وتُطبقُ الهدْبَ كيْ لا يظهر الألم ...