في الهرولة العربية نحو سنيوره
باسم سكجها
27-12-2006 02:00 AM
هناك هرولة عربية رسمية باتجاه نصرة حكومة فؤاد السنيورة تحت شعار "الحفاظ على الديمقراطية اللبنانية" ، مع أنّ دولة واحدة منها لا تستطيع ادّعاء الديمقراطية ، وثمّة تحرّك يحمل في ثناياه دعوى حماية السنّة اللبنانيين ، خوفاً من عراق آخر ، مع أنّ لا شيء يقول باستقواء الشيعة على السنّة ، ولا أحد جدياً يتوقّع عراقاً آخر في لبنان.
ما يخيف الأنظمة العربية الرسمية شيء آخر ، لا علاقة له بهذا أو ذاك ، بل بالأسلوب اللبناني القابل للتعميم ، حيث شارع سلمي يُسقط حكومة ، وأطراف سياسية مختلفة المشارب تتوحّد على هدف ما في حركة قد تؤتي ثمارها التغييرية ، دون اللجوء إلى الانقلابات التي تبدأ باذاعة البيان رقم واحد.
وكما جرى في تمّوز ، يجري الأمر الآن بشكل آخر ، حيث كان رعب الأنظمة التقليدية من إمكانية انتصار حركة مقاومة لا يتعدى مقاتلوها العشرة آلاف على جيش لا يُقهر ، بل قُدّر له أن يقهر كلّ الجيوش العربية ، الأمر الذي يؤسس لمنطق جديد لا يمكن للطبقات السياسية الحاكمة أن تتحمله ، أو حتى تجعله قضية مطروحة للنقاش.
والمشكلة أنّ التدخّل العربي يزيد من حالة الاحتقان اللبنانية لا العكس ، فهو يأتي على أرضية دعم طرف على حساب طرف آخر ، الأمر الذي يزيد من حالة ركوب الرأس عند ذلك الطرف ، ويجعله في حالة استقواء بالخارج ، وهذا ما يرشّح استمرار الأزمة لا نهايتها بحلول ترضي الجميع.
وقد أثبتت المعارضة بما لا يدع أيّ مجال للشكّ بأنّها تمتلك الجزء الأكبر من الشارع ، وأنّها قادرة على السيطرة على جماهيرها ، وفي كلّ الأحوال فمطالباتها لا تعكس إلاّ القليل من حجمها ، وذلك ما يرشّحها للانتصار في آخر الأمر ، كما جرى في تموز الماضي تماماً ، وبامتياز أيضا.