يشارك بنشاط فلسطيني بوجود القائم باعمال سفارة "اسرائيل" .. بقلم : جادالله صفا - البرازيل
04-05-2016 09:59 PM
خلال عقد السسبعينات، عندما كان مندوب الكيان الصهيوني يتوجه الى منصة الجمعية العامة للامم المتحدة ليلقي كلمة كيانه، كانت الاغلبية الساحقة من ممثلي ومندوبي الدول يغادرون، الحالة اليوم اختلفت، اغلب هذه الدول اليوم تقيم علاقاتها مع هذا الكيان.
اللقاءات مع مسؤولين صهاينة او من ينوب عنهم كانت تعتبر خيانة، بعقد السبعينات والثمانينات، وشكلت بكل حالاتها خلافات حادة داخل الثورة الفلسطينية وقواها وفصائلها، اما اليوم فالموقف من اللقاءات تغير كثيرا بعد توقيع إتفاقيات العار والخيانة مع الكيان الصهيوني.
اكرم الرجوب محافظ نابلس انسحب من احدى الاحتفالات بمدينة نابلس للطائفة السامرية، احتجاجا على السماح لممثل المستوطنين بإلقاء كلمة بالاحتفال، مما ادى الى اقالته كمحافظ.
سياسة التطبيع واللقاءات مع صهاينة او قيادات صهيونية او المشاركة بنفس الاحتفالات مع اطراف صهيونية او كيانها، اصبحت اليوم لا تعتبر جريمة او خيانة وطنية عند الكثير من التيارات او الاطراف الفلسطينية حتى تلك التي كانت محسوبة على اليسار، سواء داخل الوطن او خارجه، وهذه الحالة وصلت اليوم عند بعض الاطراف الفلسطينية بالبرازيل، فأن تتحدث عن السفارة الفلسطينية او الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية وبعض الرموز الفلسطينية المحسوبة على تيار فتح والسفارة، فهذا اليوم اصبح شيء طبيعي، اما اليوم فتتفاجأ بأن هناك افرادا كانت بالماضي تعتبر رموزا يسارية بالبرازيل، لديها استعدادت للجلوس مع صهاينة كما حصل عام 2006، حيث التقى وفدا فلسطينيا من جالية البرازيل، ضم 3 من الرموز السابقة لليسار الفلسطيني بالبرازيل مع وفدا من الحركة الصهيونية على هامش مؤتمر المساواة ومناهضة العنصرية برئاسة رئيس اتحاد المؤسسات الفلسطينية بتلك الفترة، فهذه الافراد ارادت ان تعطي اشارات واضحة عن حسن نواياها لهذه السياسة اذا هي حصلت على تمثيل لها بالمجلس الوطني واتحاد المؤسسات الفلسطينية، فعندما اكتشفت هذه المجموعة ان المطلوب اكثر من ذلك اخذوا موقفا عدائيا من رئيس الاتحاد على قاعدة مصالحهم الذاتية وليس على قاعدة مواقفهم السياسية والمبدئية.
اما ما حصل خلال شهر شباط هذا العام باحدى الاحتفالات الفلسطينية التي شهدتها العاصمة برازيليا، والموقف الغريب لرئيس الجمعية الفلسطينية بتلك المدينة والذي كان من رموز اليسار الفلسطيني بالبرازيل سابقا، عندما علم ان القائم باعمال السفارة الصهيونية متواجد بالحفل ولم يتصرف اطلاقا وانما استمر هناك يستقبل الضيوف حتى نهاية الحفل، فهنا يطرح السؤال التالي: لماذا رئيس الجمعية لم ينسحب من الحفل عندما اخبروه ان القائم باعمال سفارة العدو متواجد بالحفل؟ ما الذي يسعى له والى اين يريد الوصول من التغاضي على وجود القائم باعمال السفارة؟ فهكذا موقف يثير علامات استفهام وشبهات وشكوك، فلو كان رئيس الجمعية لا يعرف اقل مصيبة، اما ان يعرف ويستمر بالحفل حتى اخر النشاط فهنا تكمن المصيبة.
ما حصل لم يكن عفويا او عن طريق الصدفة، فالثوريون واصحاب المواقف المبدئية لا يسمحون لذلك ان يحصل مهما كان الثمن، فهم بذلك يعطون اشارات واضحة كالشمس انهم يريدون ان يصلوا الى مراكز ومواقع طمحوا لها بالماضي، وأن نواياهم حسنة اتجاه هذه السياسة، حيث لم يتمكنوا من الوصول اليها بحكم انتماءاتهم الحزبية السابقة، ايضا الواقع الطبقي غيّر الكثير من مفاهيمهم ومواقفهم السياسية اتجاه الصراع، ان تكون بنشاط يتواجد فيه صهيونيا اصبح هذا الطرف يعتبره عاديا، حتى لو عبر عن استيائه من الحضور، والاكثر غرابة بالامر ان رئيس الجمعية الفلسطينية ببرازيليا طالب بفضح القائمين على النشاط على شرط ان لا يذكر اسمه واسم جمعيته، لماذا؟
كان من المفترض على رئيس الجمعية ببرازيليا، ان يسعى الى بناء وطني شريف ونقي بالبرازيل، اذا كان فعلا يطمح الى قيادة الجالية، فقيادة الجالية لن تأتي من خلال حسن النوايا للسفير الفلسطيني، ولا من خلال التغاضي عن تواجد صهاينه بحفلا فلسطينيا، فقيادة الجالية الفلسطينية تختارها الجالية وليس برضى الصهاينة وانما على قاعدة مواجهة الحركة الصهيونية وكيانها، ما حصل يؤكد ان هناك اطرافا فلسطينية اخرى غير المحسوبة على نهج السفارة وفتح وسياسة التطبيع بالبرازيل، تسعى الى الانخراط بسياسة التطبيع والتعايش والتقارب، وهذا يفرض على كل المخلصين الانتباه كثيرا والتصدي الى هذا النهج داخل الجالية الفلسطينية وفضح هذه التصرفات والاسراع ببناء المؤسسات الوطنية النقية والشريفة من اجل الحفاظ على الوجود والحضور الفلسطيني.