يبدو ان عملية شد الحبل بين واشنطن وطهران على وشك التلاشي والانتهاء، فتصريحات
مدير المخابرات الاميركية ووزير الخارجية الاميركية جون كيري ووزير الخارجية الايرانية جواد ظريف توحي بكل ذلك..

فالأول ..لا يطمح بإطاحة نظام الاسد.. والثاني مضطر للتفاوض مع هذا النظام بعد ان كان يوصف الاسد قبل اقل من عام بأنه فاقد لشرعيته ويجب عليه الرحيل.. !اما وزير الخارجية الايرانية فلم يبد في يوم من الايام مثلما هو الان يتحلى بهده البسمة العريضة والواثقة..

في الاخبار.. مدير السي آي اي يقول: مع دخول الازمة السورية عامها الخامس اننا لا نريد انهيار نظام الاسد ونحن مع إيجاد حل حقيقي لهذه المشكلة وان الاميركيين لا يريدون إيجاد بديل لبشار الاسد ونحن مضطرون للتفاوض معه أيضا.

وزير الخارجية الاميركي جون كيري اكد نفسه ان الولايات المتحدة (ستضطر) للتفاوض مع نظام الاسد وقد كرر هذا الامر اكثر من مرة وإن كان قد اكد في وقت سابق غير ذلك.

ما يجري في المشرق العربي وعلى الملأ الان يبدو يشبه والى حد كبير ماجرى في نفس المنطقة قبل نحو 99 عاما واعني هنا اتفاقية سايكس بيكو العام 1916 فقد تقاسمت بريطانيا وفرنسا المنطقة.. وهذه المرة يجري مجددا تقسيم المنطقة نفسها بين واشنطن وطهران ..

وللدخول في التفصيلات حول هذه التقسيمات فالعراق ومنذ العام 2003 اصبح في دائرة النفوذ الايراني وبموافقة ورضى واشنطن فوق ذلك يقوم نحو 4 ألاف جندي اميركي وعشرات الطائرات الاميركية المقاتلة بذرع سماء العراق كله وبموافقة ورضى طهران..
كما امتد النفوذ الايراني الى سوريا ولبنان ومند فترة طويلة وللتوضيح اكثر فالايرانيون الان على الحدود السورية الاسرائيلية في الجولان وعلى الحدود اللبنانية الاسرائيلية في جنوب لبنان وبرضى واشنطن ولندن ودول اخرى..

وإذا انتقلنا الى جنوب المشرق العربي وفي اليمن بالذات وتحديدا في باب المندب نرى تحول هذا المضيق الحيوي والاستراتيجي يوما بعد يوم تحت سيطرة ونفوذ الحوثيين اتباع طهران في اليمن وبرضى وبركات الولايات المتحدة وأخواتها ولتاكيد ذلك اعلنت العديد من السفارات الاجنبية والعربية الانسحاب من صنعاء ودون ان يرفعوا صوتهم ولو بكلمة تذمر واحدة.. !
هل بدأت عملية (التسلم والتسليم) بين واشنطن وطهران في المشرق العربي؟! يبدو ان هذه العملية قد تمت.. والحبل على الجرار في مصر والمغرب العربي.. فسبحان مغير الاحوال.. !