”مبادرة مبنية في مقدمتها على الكذب، ماذا ستنتج ؟؟؟؟ مسيرة كذب وإجرام وعدم وفاء وتصفية حسابات، مسيرة لاتختلف عن جوهر الممارسات القذرة، فصل ونقل من الوظائف تمارسها جمعية الضرار تجاه من لم يلحق بهم في كل المواقع والمؤسسات التي يديرونها، ثم يأتون بمبادرة إعلامية ذرا للرماد في العيون، يذكرني بيانها بقصيدة شوقي ...خرج الثعلب يوما في ثياب الواعظين ولكن ....... مخطيء من ظن يوما أن للثعلب دينا"
"قل لي بربّك: كيف سنبرّر سوءالأدب وتدنّي الأخلاق حين يُوصف شباب الجمعية بأنهم: سفلة؟!! "
"واضح من الردود مافي توافق ناس تتهم أعضاء الجماعة بالموت و اخر يتهمهم بالتبعية, و ثالث يتهمهم بمستوى متدني بالأخلاق,ناس تتهم أعضاء الجمعية بحب السلطة و الإمارة و العنصرية و الاستقواء بالأمن و الدولة"
هذه نماذج من ردود الفعل التي أظهرها بعض "الإخوان المسلمين من مجموعة همام سعيد" على مواقع التواصل الاجتماعي, بعد ساعات قليلة جداً من إعلان جمعية الإخوان المسلمين لمبادرتها "تعالوا إلى كلمة سواء" لرأب الصدع في صفوف الجماعة, وإعادة اللحمة إليها, بعد أن تفرقت شذر مذر, وصارت شيعا وأحزابا, تتبادل فيما بينها الاتهامات وتتنابز بالألقاب, ويقول بعضها في بعضها الآخر مالم يقله مالك في الخمر .
إن المتامل في ردود الفعل هذه وغيرها كثير يصل إلى مجموعة من المعطيات والمؤشرات التي تؤكد حجم خروج جماعة الإخوان المسلمين عن نهج إمامها المؤسس حسن البنا, حتى لا نقول عن نهج الإسلام, رغم ما فيها من دلالات تؤكد هذا الخروج عن النهج الإسلامي.
أول هذه المؤشرات التي تعكسها ردود الفعل هذه, هي أن الكثيرين من الإخوان المسلمين فقدوا أدب الحوار حتى فيما بينهم بدليل, الألفاظ النابية والاتهامات التي حملتها ردود الفعل التي أشرنا إليها في مقدمة هذا المقال, وهي غيض من فيض, أحجمنا عن نشر ما هو اشذ بذاءة منها.
ثاني هذه المؤشرات التي تعكسها ردود الفعل هذه, هي التسرع والنزق الذي يحكم كوادر الإخوان, والذي يقود إلى واحدة أخطر, هي فقدان الإخوان المسلمين لأحد أهم صفاتهم التي كانوا يتصفون بها في سابق الأيام, أعني بها التأني والانضباط والتراتبية,والاحترام المتبادل. فهؤلاء الذين تطوعوا بالتعليق على المبادرة لم يعطوا لأنفسهم وقتاً كافياً للدراسة والتمحيص, والأخطر من هذا أنهم لم ينتظروا رأي قيادتهم وقرارها في قضية خطيرة بمستوى قضية إعادة اللحمة للجماعة وتوحيد صفها, وهذا يعني بصورة من الصور ضياع هيبة القيادة, وانهيار منظومة التراتبية وانتهاء قيمة الاحترام المتبادل, إلا إذا كان هؤلاء يعلمون علم اليقين أن قيادتهم أغلقت كل أبواب الحوار ونوافذه مع إخوانهم,الذين كانوا من قادتهم وموجهيهم, وهذا الإغلاق يعني خروجا على منهج الدعوة وصفات الدعاة, بل خروجا على النهج الرباني, الذي جعل الحوار ناموساً أساسياً من نواميس الكون,عندما بدأ خلق الإنسان وخلافته في الأرض بداية حوارية بين رب العزة وملائكته, بمن فيهم إبليس الذي أمهله رب العزة إلى يوم الدين, بعد أن حاوره في أسباب رفضه السجود لآدم. فكيف يغلق بعض الإخوان المسلمين أبوابا شرعها رب العزة, وسار عليها أنبياء الله ورسله وفي طليعتهم خاتمهم محمد عليه السلام, الذي لم يفقد الأمل يوما في أعتى الكفار والمشركين وأشدهم ضراوة في عداوته لله ورسوله, ومثلهم المنافقين الذين أذوه وخذلوه لكنه عليه السلام ظل مصراً على حوارهم أملاً في هدايتهم, فأين سلوك بعض الإخوان المسلمين من سلوك رسول الله عليه السلام.وهم يدعون أنه قدوتهم؟! علماً بأن خلافهم هو مع مجموعة من إخوانهم كانوا قادة لجماعتهم وقد أرتأت هذه المجموعة رأيا ولم تعلن خروجا على نهج مؤسس الجماعة فلماذا قطع الحوار معها؟
المؤشر الثالث من مؤشرات ردود الفعل هذه, هي أن أصحابها ينظرون إلى النصف الفارغة من الكأس, ويبحثون عن المثالب في إخوانهم لبيروزها, وهي مثالب إن وجدت فأنها دليل إخفاق في النهج التربوي للجماعة, ذلك أن أصحاب المبادرة هم من أشيخ جماعة الإخوان المسلمين, الذين أفنوا أعمارهم في أُسرها وكتائبها منذ نعومة أظفارهم, فإن لم تحسن الجماعة تربيتهم كل هذه العقود من عمرها وأعمارهم فإن عليها أن تضيء الإشارات الحمراء لمراجعة مناهجها التربوية, التي تُخرج كل هذا الكم من "المخبرين" و"المتسساقطين" وهي التهمة الجاهزة التي يوجهها الإخوان لكل من اختلف معهم في الرأي, حتى لو كان من رهبانهم وقديسهم وأصحاب السبق في الجماعة ومن الذين تولوا ارفع وادق مواقع القيادة والتوجيه فيها, ومن لم يصدق فليرجع إلى وثيقة الشيخ عبدالله عزام وشكواه المره من هذه الظاهرة الإخوانية, التي لعبت دورا مفصليا في توهين الجماعة, بعد أن صارت منهجاً من مناهج علاقة الإخوان المسلمين مع كل من خالفهم بالرأي, حتى لو كان من أشياخهم مثل عبدالله عزام.
وصولاً إلى مراقبهم العام الأسبق عبد المجيد ذنيبات وإخوانه من أمثال الدكتور أشرف القضاه الذين كانوا يتولون تربية شباب الإخوان وإعدادهم ليكافئهم هؤلاء الشباب بأقذع التهم فهل هذا من أدب الحوار وأخلاق الإسلام؟