نفط البحر الميت ولعبة الشركات!
طارق مصاروة
03-05-2016 03:11 AM
.. كنا ننزل من كمالية صويلح الى الشونة عبر طريق وادي شعيب، وكان الطريق ممتعا وآمنا، رغم انه من اقدم طرق المملكة واضيقها.. وربما لهذا السبب هو اقلها بحوادث السير.
هذا ليس موضوعنا، فقد لاحظت على جانب الطريق ظهور حفارة كبيرة، وعليها اضاءة مميزة وسألت فجاءني الجواب: إنها لشركة تبحث عن نفط البحر الميت. وتفاءلت خيراً فللبحر الميت آيات غنى وثروة بأملاحه، وبقطرانه، فقد كان النفط يطفو على وجه الماء، فلماذا لا يكون حوله او داخله النفط او الغاز.
بقيت الحفارة مدة، ويبدو انها بدأت بالحفر لان كومة من التراب الاسود تجمعت الى جانب الحفارة. وفجأة رحلت الحفارة وبقيت كومة قليلة من التراب الاسود.
وقتها كتبت في هذه الزاوية عن قصة النفط الهارب. وعن معرفة بخديعة شركات نفط صغيرة كانت تأخذ ترخيصا بالتنقيب والحفر، وتصر على ذكر رقم انفاقها عليه، وبعد مدة تتوقف الشركة وتنهي عملها، وقد اغتاظ شهيدنا وصفي التل من احدها فصادر حفّارتها. لانه عرف انها كانت تقوم بخديعة حكومتها الاميركية بوضع رقم التزامها المالي في موازنتها لتهرب من الضريبة على اساس انها «تستثمر» في الاردن.
اسرائيل تقول انها وجدت نفطا في الساحل الغربي للبحر الميت.. ليس كثيرا لكنه يستحق الاستثمار في الحفر والتنقيب، فلماذا لا يكون لنا مثل هذا النفط ونحن متشاطئان وماذا لو ان آلة الحفر عملت ليس ما يوازي «اعدام اتراب» وانما بالوصول الى التراكيب النفطية؟!.
نحن نستكثر على انفسنا النعمة. وقد سمعنا وقرأنا ان الحفر في الريشة والوصول الى غاز ونفط بحفارتنا البسيطة.. انما هو «مضيعة مصاري» لكن انتاجها خلال العشرين سنة الماضية كان اضعاف اضعاف ما أنفقنا.. وهو عمل الحفارة ورواتب المهندسين الموظفين.
لقد عملت «البريتش بتروليوم» عملاً مجديا، وكان انسحابها السريع من الموقع، كما سمعنا، بعد ان وصلت داعش الى طريبيل، وقتلت ودمرت. والانجليز يهربون من صافرة الصافر اذا وصل الارهاب الى مواطنيها في ارض غريبة.
الرأي