حلب .. الخراب القادم من الشـرقفارس الحباشنة
02-05-2016 08:54 PM
حلب تعيش «كارثة حرب» مفتوحة، ولا يبدو أنها قابلة للانتهاء، صراع على الخراب والدمار والقتل. وكل المؤشرات تؤكد ان ليس لدى اللاعبين أي رغبة بوقف تفشي الكارثة التي تخبط بالمدينة، على امتداد اسبوع بكامل أيامه تحولت المدينة الى ساحة تختزل ببشاعة صور الدمار والخراب والدماء المتدفقة في السنوات الخمس للصراع السوري. صراع على سلطة القتل والخراب، ولا أحد يرى من زوايا ساحات القتال في المدينة غير ذلك، كل اللاعبين يتفننون في صناعة الخراب، ولا نرى غير الموت والدمار، صور مذهلة ومرعبة نقلها اعلام اطراف الصراع عكست قدرات عالية لدى الجميع في صناعة الخراب الانساني، صور قدمت وحشية لا يفوقها توحش في تاريخ حروب العالم، تلذذ وتفاخر بالاجرام. صور الموت والخراب والقتل في حلب هي قرين حي لظروف قاتمة تعيشها الاوطان العربية، وهي قرين لبؤس عربي ولتصحر في الاخلاق والقيم ينتظر وحوشا تحضر من الداخل أو يستعان بها من الخارج لتقتل وتدمر بـ»صور هوليودية» ما تبقى من الاوطان العربية. ماذا لدينا ونحن نطالع بـ»ألم ووجع « تلك المشاهد الكارثية من حلب غير الندب والعويل والنحيب ؟ الوضع في سوريا بات أكثر تعقيدا من كل المراحل السابقة للصراع، هذه الجولات من الحروب الكارثية بددت كل فسح الامل التي كان يراهن عليها لتفكيك عقد الصراع دبلوماسيا وسياسيا. وكما يبدو فان هناك تفننا في تعقيد بناء اللحظات الفارقة للعبور نحو المستقبل، فكل الافرقاء باختلاف مشاربهم العقائدية والسياسية لا يريدون الا الخراب، فليس ثمة قوى أو تيار سياسي لاعب على الساحة السورية يفكر وينظر للمستقبل بطريقة مغايرة. الخراب والدمار والقتل هي حلول وهمية، ولنفكر قليلا ما الذي جلبته مفاعيل صناعة الكوارث للسوريين على مدار خمسة اعوام من عمر الصراع، الضحية بالطبع هي سوريا وشعبها، والضحية هنا تدمير الوطن بمفهومه الذي يمنح الامن والحياة والسعادة. كيف يمكن أن نفكر فيما يجري اليوم في حلب بعيدا عن قدر الصمت والتواطؤ العربي، فالعرب لاهون بمتابعة الخراب السوري، وكأنهم لا يملكون الا الفرجة والانتظار، دون ان يدركوا أن ما يشاهدونه من خراب لا يميز بين الاوطان، وهو ذاته ما قد ينتظرون. من اليقين الحتمي استدراك أن هذه البقعة من العالم لم تعد صالحة الا لإنتاج الحروب والخراب والمآسي، ومهما كانت نوازع خيال شطار التحليلات السياسية والايدولوجية في توصيف تعقيدات الصراع بابعاده الاقليمية والدولية، فان المستقبل مطبق بالرعب والمخاطر على الجميع دون هوادة تذكر، وهذه قد تكون بعض صور لذعر يخترق ويستوطن في خيال مواطن عربي.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة