ذكرى تسلم الحسين لسلطاته تمر دون ذكر
د.بكر خازر المجالي
02-05-2016 01:32 PM
على مدى 47 عاما عاشها المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه معنا كاردنيين، وهو يبني هذا الوطن في ظروف صعبة، وفي تلك الايام الحالكة التي قاد بها الحسين هذا الوطن في بحر متلاطم، والتي كنا سنكون او لا سنكون في اكثر من موقف.
عاش الحسين فترة الحروب القاسية من سلسلة اعتداءات الحدود الى المذابح بحق الامنين مثل مذبحة قبيا، الى حرب 56 الى تعريب قيادة الجيش العربي الاردني ومن ثم الغاء المعاهدة الاردنية البريطانية ومعركة السموع 66 وحرب حزيران 67 وما تلاها من حرب الاستنزاف الى معركة الكرامة التي لم ينجح عربي في التاريخ الحديث بقيادة معركة كهذه وتحقيق النصر، الى مأساة احداث السبعين، وكيف خاض الحسين معركة 73 باستراتيجية محكمة دون تعريض الجبهات العربية لعبء ما.
الحسين طيب الله ثراه الذي تعرض الى 18 محاولة اغتيال وواحدة في الجو في سماء دمشق حين تعرضت له الطائرات السورية عام 57 لاسقاط طائرته او اجباره على الهبوط في اراضيها، لكن الحسين افلت باعجوبة من هذا الكمين الجوي.
الحسين عاش اقسى مؤامرات العرب الاشقاء عليه لمكانته وزعامته وذكائه وشخصيته القيادية المبهرة، ودائما في كل قمة عربية او اسلامية يكون هاجس بعض الزعماء العرب هو كيفية تقويض زعامة الحسين، فمن مؤامرة محاولة نزع اي اشراف للاردن على الاقصى الى مؤامرة فك الارتباط الى محاولة منع الاردن من اعادة بناء منبر المسجد الاقصى الذي تخاذل كل العرب لبنائه الى ما جرى من التآمر على الاردن بسبب موقفه من غزو واحتلال الكويت الشقيقة الى غير ذلك.
الحسين باني هذا الوطن العزيز الذي ارتبط اسم الحسين به تاريخيا وسياسيا واجتماعيا وسياحيا تمضي ذكرى تسلم سلطاته الدستورية ال 64 ونراقب وسائل الاعلام التي لا اشارة فيها الى هذه المناسبة مطلقا دون تعليق على الاسباب التي قد نخطئ في الاجتهاد فيها.
المغفور له الحسين طيب الله ثراه زعيم الامة العربية بلا منازع في عهده، زعامة اخلاقية ومصداقية وثبات وشجاعة ورؤية للمستقبل، زعامة اجتماعية يشعرك انه يعرفك منذ زمن وانت تتحدث اليه وتشعر بهيبة القائد ، زعيم كان لا يسمح لاحد ان يستغل منصبه للتصفية والمزاجية والعبث بادارة اجهزة الدولة .. شخصية تشعر بالعدل والامان معها حتى ولو لم تقابلها قط .
يرحل الحسين طيب الله ثراه وحقبته تحتاج منا الى متحف خاص لانها تاريخ عريق وخطير،
ويكبر الاردن برجاله وقياداته
ولنا في قائدنا الملك عبدالله الثاني ابن الحسين القدوة والامل لان يبقى الاردن في طليعة امته على الدوام