اخطر المراحل التي يمكن ان تمر بها اي دولة ان يتحول الحكم والسلطة فيها الى بيت يسبح في الدم تماما مثلما هو الحال في سوريا..
وبغض النظر ان كانت صناعة بركة الدم من فعل النظام كما يرى البعض او نتيجه مؤامرة خارجية كما يعتقد البعض او خليط من الامرين كما يرى فريق ثالث فان المحصلة ان الدولة والسلطة تكون أشبه ببيت في بحر من الدم وان كل من سيصل للسلطة او سيحتفظ بها عليه ان يسبح في نهر الدم حتى يصل الى البيت ويحكمه.
انها مرحلة لا يمكن فيها لأي طرف ان يسكن البيت وهو يحتفظ باي شرعية حقيقية الا من أنصاره او لنقل من اتباعه والمستفيدين منه، فالطريق الى السلطة التي على الجميع المرور من خلالها الى السلطة والبيت هي بركه الدم المحيطه بالسلطة، وهي دماء منها دماء الشهداء والمرتزقة والابرياء وتجار الحروب والمضللين والمغرر بهم وعبدة الشيطان وغيرهم لكنها دماء تحمل في داخلها لعنة تصيب كل من اشعل فتيلا في الحرب او اضاف عليها قطره زيت مشتعل..
سوريا اليوم سلطة في بركه من دماء السوريين ومعاناتهم وجراحهم، وايا ما كانت النهاية لهذه الحرب فان الجميع سيكونون بلا شرعية سواء هربوا منكسرين او حققوا مايعتقدون انه الانتصار.
في زمن الفوضى والدم فان اي نظام سياسي ينجح في ان يبقي دولته بيتا بعيدا عن برك الدم وانهاره فانه نظام يملك الشرعية، لان البديل هو بقاء على حساب دماء الناس وكرامتهم، فاي شرعية ستبقى لنظام او معارضة او اي تنظيم يملأ جيوبه من مسعري الحرب بعد تهجير ملايين السوريين وموت اكثر من ٣٠٠ الف وجراح الملايين وجوعهم!