اتفق الاميركان والروس على استثناء حلب من وقف اطلاق النار. وهذا معناه دفع المتقاتلين الى المزيد من القتال والقتل والتدمير, ومعناه تهجير اكثر من ثلاثة ملايين سوري آخر. ومعناه اطلاق ما تبقى من الجيش السوري, ولواءان مدرعان ايرانيان وميليشيات حزب الله اللبناني وابو الفضل العباس العراقي.
علماً: أن داعشياً واحداً غير موجود في حلب. وان لواء الاسلام وجيش الاسلام كان لهما ممثلون في مفاوضات جنيف على اعتبارهما ليسا ارهابيين.
لا أحد يعرف الحكمة من اتفاق الاميركان والروس على ازالة حلب من الخارطة السورية. إلا إذا وجد الطرفان انها تخل بعملية تمزيق سوريا. فالجميع حريصون على ابقاء داعش والنصرة في الجزيرة المحاطة بدجلة والفرات والبادية.
وفي العراق يستعد الجيش العراقي لتحرير الموصل فتفجر الدولة في بغداد حيث لم يعد هناك وزارة ولا مجلس نواب, وحيث يجتاح الشعب اسوار المنطقة الخضراء ويدخل هيكلها الذي يحمي آلة الحكم واكبر سفارة اميركية في العالم وبقية السفارات فلا احد يرسل دبلوماسييه الى القتل المجاني. كل هذا للابقاء على داعش في مواقعها.
ما الحكمة من كل هذا؟ ما الحكمة الاميركية والحكمة الايرانية.. واتفاق الروس على عدم التعرض لها.. سوى تمزيق العراق بحضور البعبع المختلق المسمى بالدولة الاسلامية؟!
أدهش ما يقال هذه الايام أن كارثة المنطقة هي نتيجة صراع السنّة المسلمين والشيعة المسلمين. والصراع فعلاً قائم بأدواته لكنه ليس قائماً بأهدافه. وقد شهدت هذه المنطقة صراعاً دينياً استمر قرنين من الزمان, ومع ذلك فلم يزد المسيحيون واحداً. ولم ينقص المسلمون واحداً. وانتهت الحروب الصليبية. وغابت عن ذاكرة هذه الامة حتى دخل الجنرال الفرنسي غورو دمشق وكان اول مكان زاره هو قبر صلاح الدين حيث وقف القزم امام العملاق المدفون ويقول له: ها قد عدنا يا صلاح الدين وبهذه الجملة التي بقيت في فم الاستعماري تم فضح كل اسباب الغزو الصليبي لهذه المنطقة.
ما يجري ليس صراع المذاهب في الاسلام وانما شيء آخر لا علاقة له بالاسلام. لأن هدفه تمزيق سوريا والعراق واليمن (ومصر وليبيا) بيد أهلها العمي !
- لماذا حلب؟
- لانها مدينة جميع السوريين. والناس لا يعرفون ماذا تعني حلب عاصمة سيف الدولة وحاضنة المتنبي:
وسوى الروم خلف ظهرك روم
فعلى أي جانبيك تميل؟
الرأي