عندما شرب أوباما حليب السباع .. !
عودة عودة
01-05-2016 01:22 PM
مرة أخرى يدير الرئيس الاميركي باراك حسين أوباما ظهره لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.. ولن تكون وكما يبدو إدارة الظهر هذه لن تكون الاخيرة لاوباما قبيل ولايته التي تنتهي قبل اقل من عامين.
دون مواربة.. وبحزم ووفق نتنياهو نفسه رفض الرئيس اوباما طلب نتنياهو ان يتضمن الاتفاق النهائي بشأن انهاء النزاع بين الحكومة السورية والمعارضة التنازل عن هضبة الجولان لاسرائيل.
وسبق للرئيس اوباما ان رفض طلبا اسرائيليا ومن نتنياهو نفسه ان يتضمن الاتفاق الامريكي الايراني على اعتراف ايراني معلن بـ(حق اسرائيل في الوجود) فوق ذلك الاعتراف الايراني وبوضوح بـ(يهودية الدولة الاسرائيلية).. وفي وقت لم يابه المسؤولون الايرانيون على الطلبات الاسرائيلية الغريبة هذه ربما لوقاحتها وتفاهتها..!
إدارة الظهر هذه التي مارسها أوباما لنتنياهو ليست جديدة فقد رفض استقباله في البيت الابيض وقبيل انتخابه رئيسا لوزراء اسرائيل للمرة الرابعة ،وهذه خطوة غير مسبوقة لرؤساء امريكيين فقد كانوا جميعهم يفتحون ابواب البيت الابيض على مصراعيه لهم وإن كان بعضهم كالرؤساء :ايزنهاور وكارتر وبوش الاب قد قاموا بزجر اكثر من رئيس اسرائيلي وفي اكثر من مناسبة ومنها: طلب الرئيس ايزنهاور من دافيد بن غوريون العام 1956 بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من سيناء ..الانسحاب أيضا من قطاع غزة وفورا ..وفعلا خرج سكان غزة من بيوتهم صباح اليوم التالي فلم يجدوا جنديا اسرائليا واحدا في شوارعها..
كما اقترح الرئيس الامريكي جيمي كارتر مشروع (الدولة الواحدة) لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والذي اعتبره مسؤولون اسرائيليون في حينه دعوة لتدمير دولة اسرائيل..وكما قام الرئيس الامريكي بوش الاب العام 1991 بتهديد رئيس الوزراء الاسرائيلي إسحاق شامير بحجب ضمانات القروض و مساعدات اسرائيلية اخرى قيمتها اكثرمن عشرة مليارات دولار إذا تاخرالوفد الاسرائيلي المفاوض عن حضور مؤتمر مدريد للسلام...
تذمر اوباما من نتنياهو ومنذ بدايات توليه رئاسة بلاده وعلى مدى نحو سبع سنوات كانت بصوت منخفض غالبا وشاركه في هذا التذمر اكثر من رئيس في العالم ومنهم الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي..ولكنه هذه المرة كان هذا التذمر عاليا..و قاسيا معه، فخاطبه بالفاظ قاسية وكانه يمنعه من الاقتراب من شأن امريكي خالص.!
حقا، انها خطوة شجاعة للرئيس اوباما، وبعد صبر طويل على رجل متكبر وغريب الاطوار كبنيامين نتنياهو وهي خطوة ليست دفاعا عن الشعب الامريكي فقط وانما دفاعا عن الحق الفلسطيني والانساني خاصة وانه يصدر عن رئيس اعظم دولة في العالم.
لكن...
ليت الرئيس اوباما يشرب حليب السباع اكثر من مرة فيوقف المساعدات المالية والعسكرية لاسرائيل حالا وبدونها فإن الاستيطان والاحتلال الاسرائيلي سينهار عاجلا ام اجلا.. وليته يفي بوعده في بداية ولايته بقيام دولة فلسطينية ...وليت واشنطن تتوقف عن استخدام الفيتو في مجلس الامن لحماية اسرائيل من ادانة جرائمها ضد الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني والشعب السوري وجميع الشعوب العربية التي تتعرض كل يوم للاعتداء والقتل والتهجير..!
Odeha_odeha@yahoo.com