بسذاجة وبساطة وسطحية بل وتضليل بدأنا نرى من يحدثنا عمن سينقذ اقتصادنا الوطني؟! وأن هذا المنقذ فرد مبدع وفحل من فحول الاقتصاد لأنه يستطيع سحر الدول المانحة فتنهال على الأردن مليارات الدولارات؟! كيف يقبل عقلنا مثل هذا الكلام؟! إنه أشبه بالصياد الذي يضع الطعم للسمك الساذج الذي يتم اصطياده وليس اطعامه.
قديماً قالوا من ثمارهم تعرفونهم، ونحن نعرف الناس من سيماهم (سيماهم في وجوههم).
لقد جربنا مسؤولين في الاقتصاد عبر سياسة مالية ونقدية فماذا حصدنا؟ بلغت ديوننا ثلاثة وثلاثين ملياراً!! وقد كان بينهم من يسمونه منقذاً فهل كان فعله وفعلهم إنقاذاً؟
لست صاحب باع في الاقتصاد لكن الخبرة في البرلمان والاعيان والحكومة تمكنني من قول ما يقوله الناس في الشارع. نعم اقتصادنا معتمد لكن هذا لا يعني أننا لا نملك شيئاً! نملك إنساناً منتجاً مكافحاً مغترباً حول المليارات للبلد، لدينا صناعات تصدر للخارج، عندنا ايرادات سياحية، عندنا منح ومساعدات دورية، عندنا قطاع خدمات جيد ممثلاً في التعليم والصحة. وعندنا مواطن حلوب يقدم الضرائب ويدفع الرسوم والجمارك. عندنا مواطن يقدم الأمن على لقمة العيش.
هذه وغيرها عناوين إيجابية لكنها تدمر بالعناوين السلبية التي يمارسها الفاسدون! يريد الناس معرفة المسؤول النظيف؟ لماذا ينتفخ كرش المسؤول بعد توليه السلطة؟ لماذا يغادر منزله البسيط أو المقبول الى قصر فاره كان يراه في المنام؟ لماذا يتلاعب مسؤول بقانون التقاعد ليصير تقاعده ستة آلاف دينار؟ كيف امتلك مسؤول قصراً في البسفور؟ كيف انتقل مسؤولون فقراء للسكنى في مناطق بلغ فيها سعر الدونم مليون دينار ؟!
لماذا يسرح مسؤولون في مجالس إدارات الشركات لينالوا المكافآت ؟ اقتصادنا لا يحتاج الى ساحر بل يحتاج الى أمين مخلص لبلده وشعبه ، أما الذين اعتادوا السمسرة والسرسرة فلا يمكن أن تخدعنا مساحيقهم لانها مثل مكياج العجائز فهم مكشوفون معروفون والمجرب لا يجرب والمعروف لا يحتاج الى تعريف.