يزخر الاردن بالاماكن السياحية بمختلف انواعها الترفيهية والثقافية والعلاجية والدينية والتعليمية والرياضية وسياحة المؤتمرات والمعارض وغيرها ، وتنتشر المواقع السياحية في مختلف ارجاء الاردن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، فكما هو معروف فان الاردن يعتبر جزءا من بلاد الشام كوحدة جغرافية ملاصقة لبلاد الرافدين وهو مهد الحضارات، وقامت على ارضه حضارات اليونان والرومان والبيزنطيين قبل مجيء الفتح العربي الاسلامي لهذه البلاد ، وتكونت على ارضه ممالك العمونيين والادوميين وتركت هذه الشعوب والحضارات اثارا مازالت ماثلة امام اعيننا في عمان وجرش واربد وعجلون ومادبا والكرك ومعان والطفيلة والسلط والزرقاء والمفرق والرمثا وام الجمال والازرق وام الرصاص والشوبك والاغوار والعقبة وغيرها.

وتنتشر على ارض الاردن آلاف المواقع الاثرية والتاريخية التي تمتد من فجر التاريخ حتى يومنا هذا ، وتقف على هذه الارض عشرات القلاع والحصون والقصور والمدرجات والساحات والاعمدة والاسوار والابراج التي تحكي قصة الاردن عبر التاريخ وقصة الشعوب والحضارات التي مرت عليها كما تنتشر مئات المواقع الدينية كالمساجد والكنائس والمقامات والاضرحة وغيرها من الاماكن المقدسة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر المغطس الذي تعمد فيه السيد المسيح وكنيسة الخارطة وجبل نيبو في مادبا الذي وقف عليه النبي موسى عليه السلام ومقامات الصحابة في الأغوار وكهف أهل الكهف وشجرة البقيعاوية التي استظل تحتها الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) بين الازرق والصفاوي في الصحراء الأردنية هذا عدا عن البترا احدى عجائب الدنيا السبع الجديدة والبحر الميت والعقبة وغيرها الكثير.

وما من شك في أن هذا التنوع في مجالات السياحية له دور مهم في دعم اقتصاد المملكة وجذب الاستثمار اليها خاصة وأن القطاع السياحي الأردني يلاقي كل الاهتمام والرعاية من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله والذي كان دائما المبادر في الدعوة لتطويره بما يدعم ويعزز مكانة المملكة بين دول العالم. لكن ما يلفت النظر هو تراجع دخل القطاع السياحي عام 2015 عنه في العام 2014 مع تراجع أعداد السياح القادمين الى الأردن ، وقد أظهرت الإحصائيات التي نشرتها وزارة السياحية على موقعها الإلكتروني أن إجمالي الدخل السياحي وصل خلال الأشهر العشرة من العام الماضي 2015 إلى (50ر2235) مليون دينار بتراجع وصلت نسبته إلى (2ر7%) عن عام 2014، وكان دخل الأردن من السياحة وصل خلال العام 2014 إلى ما يقارب 2.5 مليار دولار، ويحق للمرء في هذا الاطار ان يتساءل عن اسباب هذا التراجع......خاصة وان عام 2014 شهد احداثا في الاقليم مثلما شهده العام 2015 ان لم تكن أشد...!

وزارة السياحة تعزي هذا التراجع الى الاضطرابات التي اجتاحت الإقليم بأكمله وخاصة الجارة سوريا حيث أدت إلى انخفاض أعداد السياح في الأردن الأمر الذي انعكس على مقدار الدخل الاردني السنوي من هذا القطاع بشكل واضح......وهذا الأمر لا ننكره ونقبله.... ولكن يمكننا قلب المعادلة وأن نصنع منه ومن خلال تعاون القطاعين العام والخاص ومن خلال هيئة تنشيط السياحة وغيرها من المؤسسات المعنية بالسياحة بالاضافة الى دور مواطننا في الداخل والخارج ووسائل الاعلام بمختلف اشكالها لزيادة الدخل من السياحة فنحن ننعم ببلد آمن مستقر فيه كل مقومات السياحة بانواعها المختلفة وهو الامر الذي لا يتوفر في دول الاقليم وعلينا جميعا واجب العمل معا بشتى السبل والوسائل على دعم صناعة السياحة في وطننا الغالي فهي بترول الاردن..

الرأي