ثنائية عدنان أبو عودة وصفة لفتح العقل العربي
د. فهد الفانك
29-04-2016 06:51 PM
عدنان أبو عودة رجل عصامي ، لم تصنعه عشيرة ، ولم يدعمه مال ، فرأسماله أنه يفكر ويعبّر ولديه ما يقوله، فلا غرابة إذا أصبح شخصية خلافية مثيرة للجدل، له من الأصدقاء والمريدين بقدر ماله من الأعداء والخصوم.
في محاضرة له بعنوان غياب الثقافة الديمقراطية أدارها الدكتور كامل أبو جابر وغطتها صحيفة (الرأي 25 نيسان) اختصر أبو عودة الطريق إلى أسباب تخلف وانغلاق العقل العربي ، وقدم وصفة محددة للخروج من هذه الحالة البائسة.
الوصفة التي قدمها أبو عودة ليسـت أكثر من عناوين لاتجاهات ووقائع ، بشكل ثنائيات يقصد بها الانتقال من التخلف إلى نقيضه ومن الماضي إلى الحاضر والمستقبل ، ويمكن تحويل كل منها إلى محاضرة.
يطالب أبو عودة بانتقال أنظمة الدول العربية من السلطوية إلى الديمقراطية ، ومن المجتمع الريعي إلى المجتمع الانتاجي ، ومن التقليدية إلى الحداثة ، ومن الاصولية إلى المعاصرة ، ومن الفكر الديني إلى الفكر العلمي التنويري ، ومن مجتمع الطائفية والجهوية والعشائرية إلى مجتمع المواطنة.
الهوية في الدول الحديثة، يقول ابو عودة ، هي هوية الدولة وليست هوية دين أو مذهب أو جنس أو قبيلة أو إقليم.
ذكر أبو عودة حقيقة ُمرة هي ان العالم العربي لم يعرف الديمقراطية في كل حياته السياسية ، ولم يحكم نفسه منذ ألف عام ، كما استبعد أن يدخل الأردن قريباً في حكومات برلمانية لعدم وجود الاحزاب السياسية ذات البرامج الفكرية والقادرة على التنظيم والتعامل مع الناس.
لا يملك أبو عودة حلاً سحرياً لإعادة فتح العقل العربي المغلق والتخلي عن التخلف ، لكن تشخيصه للمشكلة يقدم عناوين الحلول المقترحة في هذه الثنائيات.
أبو عودة متشائم فهو لا يجد أية مؤشرات على الانتقال إلى الديمقراطية ومجتمع الإنتاج والحداثة والمعاصرة والفكر العلمي ومجتمع المواطنة مع أن هذه بعض الشروط الواجب توفرها لفتح العقل العربي.
الوجه الآخر للأفكار التي طرحها أبو عودة ، هي العيش في الماضي كمرجعية وحيدة ، احتقار الحياة وتمجيد الموت ، قتل الآخر الذي يختلف في الدين أو المذهب أو الراي ، أولوية النقل على العقل ، إغـلاق باب الاجتهاد ، كل جديد بدعة ، لا اجتهاد في معرض النص حتى لو كان هذا الاجتهاد محاولة لفهم النص على ضوء الواقع والمتغيرات.
الراي