هل الخطة السعودية بداية لمارشل العرب
د. عدنان سعد الزعبي
27-04-2016 02:53 PM
الخطة الاقتصادية السعودية خطة طموحة نحو اقتصاد يملك مقوماته و وهو قادر على تحقيق اهدافه خاصة وان ضمانات النجاح كثيرة ومتعدده ومتنوعة ويمكن ان تتعدد فوائدها لو تشبكت مع الاقطار العربية الاخرى وربطت الاقتصاديات مع بعضها بتكامليه تجعل من الخطة السعودية مارشال العرب التي تأسس لاقتصاد عربي متكامل يكون ايضا ضامنا لنجاح التفوق والتقدم السعودي في اطار اقتصاد لا يعتمد على النفط في المستقبل .
ان علماء الاقتصاد في العالم هم اكثر من نادوا بتعظيم الفوائد من التعاون الدولي والاستفادة من الميزات النسبيه للدول لبناء اقتصاد عالمي جديد يقوم على دول غنية واخرى فقيره او دول متقدمة واخرى هامشية وشبه هامشيه بل مجتمعات اقتصاديه متكامله قادرة على ان تقدم شيء ليكون العالم كله سوقا مشتركا والدول كلها دول منتجه وبتكامل نستطيع من خلاله بناء منظومة عالميه تبنى على المصالح المشتركة والمنافع المشتركة بحيث يدرك الجميع امكاناته ودوره وقدرته بحيث تتحسن المكانة والقدرة مع حصول التطور في مختلف المجالات .
المشروع السعودي مشروع لا بد وان يدرك حاجته للاسواق الاخرى وحاجته ايضا للخبرات الاخرى وحاجته ايضا للتعاون مع دول الخليج والدول العربية المحيطة , فالاقتصاد الافضل هو الذي يتكامل مع المحيط وهي الاقرب والافضل تسويقا خاصة وان اقتصاديات العديد من هذه البلدان تفضل السوق السعودي على بقية الاسواق التي تحتاج لتكلفة ومتطلبات اكثر .
ان السعودية ولغاية انجاح برنامجها واهدافها تحتاج الى ان تقوي اذرعا في الدول المجاورة كالاردن مثلا , حيث الكفاءات والمواد الخام والاستثمار والتشريعات المناسبه والتي من شأنها تعضيم قيمة الاستثمار وبالتالي الدخل وتنويعة فالتكامل يحتاج الى التنوع وهذا متاح . خاصة وان الحدود البرية والبحرية بين الاردن والسعوديه تمنح البرامج المشتركة افضليه .
ان ضمان المشاريع والخطط والاستراتيجيات التي طرحتها السعودية لا شك وانه سيثير حفيضة دول طامعة او فئات ساكنة لتنقض على كل خطوة بناء او تقدم فالاستثمار والتطور يتطلب بالاساس حالة امنية مستقره وحدود آمنه واجواء خالية من التربص وهذا بدوره يتطلب تعاون سعودي كبير مع الدول المحيطة واشراكها في برامج متكامله لا يمكن ان توقفها مجرد مماحكات , خاصة و ان التعاون الاقتصادي سيخلق تعاون سياسي وعسكري ومن باب حماية المصالح وهذا بدوره يعظم قيمة الدول امام اعدائها ويمنعها من محاولة العبث اواللعب بالنار.
عندما نتحدث عن الاستراتيجيه السعوديه فاننا لا نقف عندها لنقول ان دول الخليج مدعوة كذلك لفعل ما فعلت السعوديه, فالاستمرارية لا تقف عند مورد واحد والتفكير السليم هو الذي يفكر لمستقبل الشعوب لما وراء النفط , وقد اثبت العالم ان النجاح يكمن بالتقارب والتكامل وان عصر التكتلات والتعاون هو العصر الناجح بعدما فشلت سياسات كثيرة ومتعددة.
الاردن قدم واعطى بلا هواده وما زال يعطي ولم يبخل على ابناء امته وما زال وان السخاء الاردني ما زال عنوانا لا ينكره الا الجاحدون , وان بطء نمونا الاقتصادي او ضعف تطورنا المراد هي تلك المحن التي ما انفككنا من واحدة حتى واجهتنا غيرها منذ عام 1948 وما يحاول بعض العرب من ان يديروا ظهورهم تجاه مسؤولياتهم تجاه الاردن ويقوموا ببناء تحالفات ثنائية معتقدين انها ستواجه ما تفرزه المنطقة من توجهات انه تصور خاطيء جدا فالامة جميعها في مركب واحد وان تمزيقها بتحالفات ثنائية انما مشروع للتمزق وزيادة الاطماع التي لا يمكن مواجهتها الا بالتوافق والتوحد وبناء استراتيجية موحدة .