عن حلال الإخوان المسلمين و حرامهمبلال حسن التل
27-04-2016 12:15 PM
بددنا في مقال سابق بعض الأوهام التي يعيشها بعض الإخوان المسلمين، و يسعى البعض إلى ترويجها على أنها حقائق، مثل وهم أن جمعية الإخوان المسلمين هي التي حمت الدولة الأردنية و أعطتها الشرعية، في قلب فاضح للحقائق، و أولها حقيقة أن الدول هي التي تعطي التنظيمات العاملة على أرضها الشرعية أو تنزعها منها. و في تجربة الإخوان المسلمين أنفسهم الدليل الساطع على هذه الحقيقة، ذلك أن الجماعة التي أسست في مصر سنة 1927 استمدت شرعيتها من خلال الترخيص الذي حصلت عليه من الحكومة المصرية، ثم فقدت هذه الشرعية عندما ألغت الدولة المصرية فيما بعد ترخيص الإخوان المسلمين، و صادرت ممتلكاتهم، لأسباب ليس هذا مجال ذكرها و مناقشتها، و هو بالضبط ما حصل في أكثر من بلد كانت فيه شرعية الإخوان المسلمين رهينة بقرار الدولة التي يعملون فوق ترابها و علاقتهم بتلك الدولة و قوانينها، بل أن دولا كثيرة منها معظم دول مجلس التعاون الخليجي لم تمنح الإخوان المسلمين شرعية الوجود القانوني، و لعل هذه إحدى الضرائب الكبرى التي دفعها الإخوان المسلمون بسبب إنخراطهم بالعمل السياسي اليومي، و تغليبهم للخطاب السياسي على الخطاب الدعوي التربوي، و تحولهم إلى جزء من الإستقطابات السياسية في العديد من الدول على أساس مصلحي بعيدا عن أحكام الشريعة. فكثيرة هي الوقائع و الأدلة التي تؤكد أن مواقف الإخوان المسلمين السياسية تستند إلى أساس مصلحي دنيوي صرف، بدليل أنهم تحالفوا مع الملك فاروق في مراحل كثيرة و خاصموه في مراحل أخرى، و هو بالضبط ما حصل مع جمال عبد الناصر في مصر، و كذلك مع السادات و مع حسني مبارك وصولا إلى المجلس العسكري بزعامة المشير محمد حسين طنطاوي، و كلها وقائع تؤكد أن تحالفات الإخوان المسلمين تنطلق من المصلحة الضيقة للتنظيم، و أنهم كانوا يسعون إلى التحالف مع الأنظمة الحاكمة بصرف النظر عن مدى شرعية هذه الأنظمة أو بعدها و قربها من الشريعة الإسلامية أو من ممارسة الحكم الديمقراطي.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة