خـطـــاب ســـعـــودي جــديــدعمر كلاب
27-04-2016 03:21 AM
لا تخطئ العين حجم الازاحة في السياسة السعودية بانتقالها من خانة الانتظار الى خانة المبادرة والإقدام وعلى المسارين الاقتصادي والسياسي مع بقاء التقدم البطيء في المسار الاجتماعي بحكم تعقيدات البنية الاجتماعية فيها واختلاط الديني مع السياسي في هذا المسار بحيث بات التقدم فيه يحتاج الى تريث والى خلخلة البنية التي انتجتها سنوات من نفوذ هيئة الامر بالمعروف المعروفة باسم “ الهيئة “ وحافلاتها الصغيرة التي تجوب شوارع المملكة رغم تقليص نفوذها الرسمي او القانوني بالقرارات الاخيرة مع استمرار نفوذها الاجتماعي . ولي ولي العهد السعودي كان مدركا لمثل هذا الاثر عندما اجاب عن سؤال حول السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة تاركا الامر للمجتمع نفسه ليقرر ذلك او للدقة كي يتطور لانتاج هذه اللحظة بعد التخلص من اثار الهيئة ودورها الذي استمر عقودا طويلة، فالرهان على المجتمع صحيح بعد التسهيلات التي منحتها الخطة الاقتصادية التي طرحها الامير الشاب والتي سترفع مشاركة المرأة في سوق العمل السعودي الى 30% وبالتالي فإن المراة ستمتلك حكما الثلث المعطل للقوى المناوئة لكثير من حقوقها، لأن العمل اول الاستقلال للمرأة السعودية واول مفتاح لدخول الابواب الاجتماعية بعد فتح ابواب المناصب السياسية والاقتصادية لها . البعد الاجتماعي كان ابرز ما يمكن الالتفات اليه في ذهنية الامير الشاب الذي يقود مركبة الثورة البيضاء في السعودية بسرعة فائقة لاجتياز مساحات التباطؤ التاريخي فيها، مدركا ان العدالة الاجتماعية بداية المشروعية لبرنامجه لذلك اعلن ان دعم الطاقة مثلا سيطبق على الامراء والوزراء قبل المواطن السعودي الذي يحتاج الى اعادة تدريب وتأهيل على الاعمال التي عزف عنها طويلا قبل ان يعلن عن برنامج لمكافحة الفساد المدعوم من الملك وولي العهد، فالفساد موجود ويجب مكافحته بدليل تغيير رئيس هيئة مكافحة الفساد في السعودية ولربما هذه المرة الاولى الذي يسمع فيها المواطن السعودي مثل هذا المصطلح من مسؤول سعودي بهذا الحجم . يدرك الامير الشاب الذي يحظى بدعم داخلي واسع وبثقة دولية ان الاقتصاد مفتاح التغيير واول بواباته، فآثر اطلاق خطة اقتصادية تتجاوز مرحلة الجرأة الى الثورة ربما، في مجتمع عاش اقتصاده على النفط طويلا حتى كاد ينسى انه لن ينضب مع ما يرافق تلك المعيشة من انماط استهلاكية قاتلة للابداع الصناعي والتجاري والخدمي، فبات المجتمع السعودي اكبر سوق استهلاكي ومساهمته في الخدمات الاستهلاكية قليل جدا، وقد ضرب الامير الشاب مثالا صادما بقوله “ان المملكة ثالث بلد ينفق على التسليح ولا يملك صناعة عسكرية” . عوامل الثورة البيضاء لن تكون بمعزل عن المقيمين في السعودية والذي ينقلون اموالهم خارجها بسبب ظروف الاقامة والاستثمار، فتم ادخالهم في المعادلة بمشروع البطاقة الخضراء الذي سيمنحهم حقوقا اقل من المواطنة واعلى من نظام الكفيل وهو مشروع سيسهم قطعا في توطين رأس المال العربي والاجنبي داخل السعودية بعد ان كان يجري تسريبه الى خارجها ليس رغبة من المقيم بل بفضل عوامل الطرد الموضوعي . السعودية وعلى لسان اميرها الشاب تتحدث عن صندوق سيادي يمكنه السيطرة على 10% من استثمارات الكون مما سيفتح شهية كثيرين لجذبه ونحن جزء من الكون القريب بكل المعاني الى السعودية واظن اكثر ان الامير القوي لا تعوزه الكيمياء السياسية مع الاردن ولكننا نحتاج الى اعادة ترتيب الاوراق وشرح الحساسية الاردنية بشكل اكثر نضوجا من طواقم الحكم المحلية التي ما زالت تردد كليشهات بائسة ومستهلكة عن العلاقة والدور مع السعودية وقد فتح الملك بتغريدة قصيرة ابوابا كبيرة يمكن الولوج منها .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة