غسل العار .. بدم امرأة !!02-08-2008 03:00 AM
غسل العار... بدم امرأة !! إبراهيم الزعبي لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ... حتى يراق على جوانبه الدم.. هذا ( الشرف الرفيع ) في بيت المتنبي.. الشاعر العربي الذي حمل قيم الفحولة.. ونمتثل به بكل فخر..... مدلوله النفعي متحصناً بامرأة... متشبثا بفكرة العفة الجسدية لفتيات العائلة والعشيرة... عنوان الشرف الأبرز، هكذا يجري تفسير القيم الدينية أيضاً، لكنه شرف يجري توجيه طقوسه الأضحوية باتجاه واحد... اتجاه جنساني يضع القرابين النوعية في مجتمعنا في معادلة قسرية . العار .... مفردة يعبر جذرها اللغوي عن نوع من العيب، وهي مأخوذة من العور... وتقف عقوبتها عند طرف واحد دون سواه، المرأة دون الرجل! فهي العين العوراء في وجه العائلة، أما الرجل فيبقى العين الأخرى التي ترى وقد تبكي! في الأردن ...عدد اللواتي يتعرضن للقتل باسم الشرف... حوالي 20 امرأة سنوياً.... وهذا تظهير لوقائع موجودة أصلاً ومتوطنة في ثنايا النسيج الاجتماعي العام، وكأنها بنية مقرة لثقافة لا يمكن زحزحتها بسهولة! وجزء مخيف من بناء المجتمع ونواميسه، لكنها النواميس التي لا تهتز رغم فظاعتها، ويجري عقلنتها بل وتشريعها، رغم أنها تقوم في أحيان كثيرة على مجرد الظن ليس إلا.! نساء يخرجن من مراكز الإصلاح بلا حماية ... الأب يوقع على تعهد بعدم التعرض لها ... الأخ يقوم بالقتل ... و يخرج الأب من دائرة الملاحقة القانونية" ... بعض العائلات (تغسل عارها) باستخدام يد الصغير حقيقة أو مجازاً ... كدريئة تتحمل تبعات الحكم عن تلك الجريمة، إذ لا يقضي الفتى القاصر سوى بضعة سنوات أو أشهر في السجن ليخرج بعدها وقد حمل وزر الرجال، ورفع رأس العائلة والعشيرة قليلاً، ثم ما تبرح العائلة أن تغادر الحي إلى مكان آخر لا يعرف أنها مغتسلة للتو من عار ذي رائحة تتحرك عبر الأمكنة ولا تنحسر. قضايا "الشرف" لم تُحل بعد… وباتت بحاجة إلى إجراء عاجل. .. ففي تقرير لمنظمة " هيومن رايتس ووتش" حول الموضوع في الاردن ...وصف السياق الاجتماعي الذي تقع فيه جرائم "الشرف"، بما في ذلك وضع الفتيات والنساء كمواطنات من الدرجة الثانية في نظر القانون والعرف. الزنا واقعة مشتركة ... والعقوبة لا تكون كذلك في جرائم الشرف.. فمن أين تسلل هذا الامتياز الذكوري الذي يتجاوز حتى حق الدين نفسه!.... يعمل الرجل في النخاسة بينما تدفع النساء ضريبة الدناسة! ما بين راديكالية الشرف .. وحمية الشرف العائلي، تتزايد أعداد النساء المقتولات بجريرة الفعلة، فالعشائرية والأصولية ..تتسابق لتبرير الجريمة، مرة بالزنا والخطيئة، وأخرى بممارسة الدعارة، .. وتبقى الكف المقطوعة من الرسغ، أو السبابة المبتورة... علامة ملتبسة وناقصة على جريمة عنوانها الشرف. Zubi1965@hotmail.com |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة