أم وطفل .. كيف مات المُدلَّل؟
26-04-2016 01:36 PM
عمون - محمد الخوالدة - ثقيلة هي الفاجعة، عظيم هو الخطب، فاخر العنقود (ز.ب) ذو الخمسة اعوام حلق باجنحة الطيبة والبراءة طيرا من طيور الجنة، مؤنسة هذه الخاتمة ومنها للمبتلين خير عزاء، لكن ان يقضي اخر العنقود بغضبة امه فمؤلم هذا ومرعب، ولا لنسيانه من سبيل مهما امتدت سنو الحياة ان كتبت للام الراقدة الان وقد فقدت من لحظتها قدرة النطق والحركة في غرفة العناية الحثيثة في احد مستشفيات العاصمة الخاصة الحياة.
آخر العنقود وكما متعارف في اسرنا الاردنية الطفل المدلل،الذي لا يرد طلبه ورغبته دائما مقضية، بل ومقدم احيانا على بقية الاخوة حتى لو اثار ذلك حنقهم المعلن منه وغير المعلن، فماهي قصة آخر العنقود (ز.ب).. هنا:
صباح يوم الفاجعة الثاني والعشرين من شهرنا الجاري بدأ ككل صباحات ايام الجمعة التي الفتها الاسرة فلم يدر بخلد أي من افرادها انه سيكون صباحا مختلفا، صباحا مروعا مثقلا بكل ما تتخيله النفس البشرية من غم وحزن سرمدي لن تذهب بوطـأته السنون.
أفاق الجميع من النوم، جهزت الام والشقيقات وجبة الافطار، التأم الجميع حول المائدة الا "المدلل" الذي دفعه دلاله وشقاوته للاختفاء في ركن منعزل في المنزل المتسع، الكل جهد في البحث عنه، امضوا وقتا طويلا في التقصي، لم يعثروا عليه، ذعر الجميع، تساءلوا وخمنوا، هل سقط الطفل في البئر الواقعة في باحة المنزل، هل خرج للشارع، هل اختطف، فرضيات كثيرة تناوب على ذكرها افراد الاسرة قبل ان تهتدي الام الاكثر شغفا بطفلها المدلل الى مكان وجوده.
اشتاطت الام لشدة الخوف على المدلل غضباً، علا صراخها طالت يدها لأول مرة، ضربته، لم تعلم انها خطت بيدها التي هوت متثاقلة على خد المدلل مأساة رهيبة، ثارت ثائرة المدلل، افلت من يدها، اتجه راكضا صوب بوابة المنزل الخارجية، ركضت خلفه، اصبح في سعة الشارع، ساعة يوم جمعة صباحية، شارع خال من المارة، الا من سيارة مسرعة داست المدلل فمزقت جسده الغض.
الام شاهدة عيان الواقعة الوحيدة هالها ما حصل، احست بالمسؤولية، ارتمت بكل جسدها فوق الجثة النازفة مغشيا عليها، هرع باقي افراد الاسرة لدى سماعهم صوت كابح السيارة، المشهد مفجع، مخيف، المصاب جلل بما لا يحتمله بشر، انهارت الام، هي من قتلت المدلل، احساس رهيب بالذنب، شخص نظرها، تيبست اطرافها، شلت حركتها، نقلت للمستشفى، حالة برأي الاطباء صعبة، يتعذر علاجها لتبقى مابين الحياة والموت الى ما شاء الله.