الأردنيون والفيزا .. يا هملالي
عدنان الروسان
24-04-2016 07:12 PM
مؤلم رؤية طوابير الأردنيين يقفون أمام شبابيك التأشيرات في السفارات الأوروبية والأمريكية يستجدون تأشيرة لهذا البلد أو ذاك وينظر إليهم موظفو السفارات باستعلاء وتكبر ويرفضون منهم من يرفضون ويقبلون من يقبلون، وما يقبلون منهم إلا قليلا، حتى أن بعض السفارات تمادت في تعاليها وتكبرها وصارت لا تستقبل الأردنيين بل تبعث بهم إلى شركات خاصة تقابلهم وصار الأردنيون عبيدا لمزاج الشركات الخاصة ومزاج السفارات، بينما يأتي الأمريكي والأوروبي إلينا فـ"يدفش" الباب برجله ويدخل لا إحم ولا دستور، دون تأشيرة وبعض الدول دون جواز سفر حتى على الهوية.
طيب، الحكومة غير قادرة على توفير الموارد المالية لإنعاش الاقتصاد الأردني وغير قادرة على جلب استثمارات كبيرة تغيّر من معدلات البطالة والفقر والبؤس الذي يرزح تحت ثقله أبناؤنا وبناتنا، ألا تستطيع على الأقل أن تفتح حوارات جادة مع الأوروبيين والأمريكيين ليفتحوا أبواب بلادهم أمام من يرغب من الأردنيين للذهاب هناك دون إذلالهم بموضوع التأشيرات، ودعونا ننظر إلى الأمر من منظار علمي صرف وليس عاطفياً فالذي يريد أن يتصدق على الأردنيين "الله لا يكثر خيره"، لو فتحت أوروبا أبوابها للأردنيين بحيث يمكنهم الذهاب هناك دون تأشيرة فما هو عدد الأردنيين الذين سيذهبون، مائة ألف مثلا أو مائة وخمسون ألفا، إذا قسمناهم على عدد دول الاتحاد الأوروبي لوجدنا أنه لن تستقبل كل دولة أكثر من خمسة الآف مواطن أردني، والمواطن الأردني مؤهل، وشغيل والمهم ليس إرهابيا، فلأحداث التي تقع في العالم ويسمونها إرهابا ليس للأردنيين فيها نصيب يذكر، أي إننا يمكن أن يؤمن جانبنا.
ثم آلا نقدم خدمات لا تقدر بثمن لأوروبا وأمريكا، لو لم نقم نحن بضبط حدودنا، وجعل الأردن واحة أمن ماذا كان يمكن أن يحدث لإسرائيل، وما هو الثمن الذي سيدفعه الغرب وأمريكا وإسرائيل جراء ذلك، ألا يشارك الأردنيون في كل بعثات السلام في العالم، ألا يهب الأردنيون لمساعدة أمريكا وأوروبا في كل مكان لهم فيه قوات، ألا يقدم الأردن تضحيات اقتصادية وأمنية كبيرة جدا للمساهمة في حفظ الأمن العالمي والإقليمي.
ألا يستحق الأردن هذه المساعدة من الدول الأوروبية التي تشيد دائما بدور الأردن والأردنيين، طيب "هو احنا بدنا صف حكي وسوالف حصيدة"، أم أن الأوروبيين يريدون أن يزداد عدد اليائسين والمستعدين للمشاركة في التنظيمات الإرهابية والحاقدين على أوروبا وأمريكا، يا أخي فكروا مرة واخرجوا من عباءة الأنانية والنرجسية، تريدون منا كل شيء ولا تريدون إعطاءنا أي شيء، والله لا ندري بماذا نجيب أصدقاءنا الأوروبيين الذي يأتون في زيارة للأردن ثم يسألوننا وهم يبتسمون بخبث لماذا تحتاجون إلى تأشيرة للقدوم إلى بلادنا بينما لا نحتاج نحن لمثل ذلك، فنمط شفاهنا ونغير موضوع الحديث أحيانا بلباقة وأحيانا بقهر ومذلة.
ألا يشعر الوزراء والنواب بالمذلة والإهانة وهم يقدمون جوازات سفرهم للحصول على تأشيرة سفر لأوروبا وأمريكا بينما بياع الترمس الأوروبي يأتي الى هنا بدون تأشيرة، أليس معيبا ومذلا هذا التصرف، لماذا لا يحمل وزير الخارجية المحترم حقيبته ويسافر إلى تلك البلاد ويعود الينا بقرارات تعفي الأردنيين من ذل التأشيرات وقهر الرفض بدل أنه سري مري حتى لا نقول شيئا آخر على غير فائدة لماذا لا تقوم الحكومة بأي شيء آخر غير رفع الأسعار وحماية المستذئبين أو الدراكولا الذين لا يعيشون إلا على دماء الأردنيين.
يجب أن تدرك الدول الأوروبية وأمريكا الذين يبتسمون لنا كثيرا كذبا ونفاقا، يجب أن يدركوا أن للأردنيين عليهم حقوقا يجب أن يؤدوها قبل أن يأتي زمن يبدأون فيه بالحديث عن لماذا يكرهنا الأردنيون، ولماذا يعادينا الأردنيون، من حق الأردنيين أن يكون لهم معاملة تفضيلية في الحصول على تأشيرات سفر وحتى فرص عمل، فقد قام الأردن شعبا وقيادة بأكثر مما يتوجب عليهم القيام به لخدمة أوروبا وأمريكا ومقابل هذا نجد أن دولا لا في العير ولا في النفير تنكر على الأردنيين تأشيرة سفر لزيارة أو سياحة أو غير ذلك.
سوف يندم الأوروبيون أيما ندم على هذه المعاملة التي لا تليق، وسوف يدركون في وقت متأخر أنهم تجاهلوا شعبا صديقا عاملهم بلطف وعاملوه بخشونة وقلة أدب أما الحكومة فهي مقصرة، ولم نعد نعلق آمالا كبيرة على أدائها، والله لو كان هناك رئيس حكومة كوصفي ما دخل الأردن أوروبي واحد إلا وللأردني نفس المعاملة والأفضلية، ولكنا نسافر معنقرين عقلنا كما يقول المثل الدارج أما اليوم فالأردني يقيم الأفراح والليالي الملاح إذا حصل على تأشيرة لإيطاليا مثلا قال... أما الذي يحصل على التأشيرة الأمريكية فياهملالي، تكون أمه قد دعت له في ليلة القدر وانفتح باب السماء واستجيبت الدعوة.
عيب يا حكومة، والله العظيم عيب، خلي عندنا شوية كرامة والله مصختونا وشمتو فينا الأعادي.