القلب و العقل في صراع دائم ومستمر. فالقلب يشتهي و يرغب عكس اهتمامات العقل، و لكلٍ منهما لغة مختلفة عن الآخر.
نادرا ما يتفق ويلتقي العقل والقلب معا ، نكون احياناً في صراع داخلي، في معركة بين العقل والعاطفة، ونغدو غير قادرين على اتخاذ قرار أو التقدم خطوة للامام ، لذلك ترانا احيانا نخطوا خطوة و نحن في باطننا مدركين فشلها.
إننا لا نستطيع تحييد المشاعر لكون المشاعر هي محركنا الأقوى في هذه الحياة وهي التي تطغى معظم الاحيان. وبرغم ذلك فاننا أحيانا نتألم لامرٍ ما لاننا 'دسنا على مشاعرنا' و تركنا دفة القيادة للعقل.
عجيبةٌ هي المشاعر التي تمنطق اللامنطق، و التي تجعل غير المحسوس كأنه واقع، و التي من خلالها ننظر للحياة بمنظورها فتتغير صورها أمامنا بحسب ما نشعر به. فكيف نوازن بين هاتين القوتين ... بالعاطفة ام بالعقل ام بهما معا.
تقول الحكمة أن معرفة الذات و تحكيم العقل هي الحل. فالموازنة بينهما متطلب أساسي ، ولا يكون الا من خلال الوعي و الإدراك للذات و هو امرٌ صعب لانه يحتاج الى ظبط للنفس وتحكم بالمشاعر و الأهم انه يحتاج الى صبر ، وتبقى مخافة الله رأس الحكمة.