أغلقت الحكومة المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين...... فاكتسح التيار الإسلامي انتخابات نقابة الأطباء بالكامل!!
هذا الحدث كان مفضلا لدى نشطاء التواصل الاجتماعي، الطبيب المعروف خالد السلايمة، وهو جراح قلب خاص بالأطفال، حمل لافتة ونشرها على صفحته في فيسبوك، بهذا المعنى!
من أجمل ما قرأت من تعليقات أيضا، ما كتبه الشاعر المعروف عصام السعدي، حين قال: عجيب أمر هؤلاء « الإخوان المسلمين» يقف العالم كله ضدهم... وتجتهد الحكومات العربية في اضطهادهم... ثم لا يجدي ذلك شيئا في الخلاص منهم. قبل أيام أغلقت الحكومة مقراتهم بحجة عدم.شرعيتها...!!!
اليوم فازت القائمة التي تمثل الاخوان بمنصب النقيب وبكافة مقاعد مجلس نقابة الأطباء الأردنيين
هذه حالة تستحق الدراسة والتأمل .. ولا يمكن فهمها من خلال العداء الأيديولوجي الأتوماتيكي المسبق.. ثم هل الأطباء جهلة ورجعيون وخارج الشرعية ولا يحسنون الاختيار... !
هو مشهد فعلا يستحق التأمل، وربما إعادة النظر!
-2-
في مشهد آخر أكثر دراماتيكية، يلتقط الشاعر المعروف زهير أبو شايب، مشهدا فيه ما فيه من كوميديا سوداء، حين يقول: مع أنّ التظاهرات ضدّ السلطة (الفلسطينية) أفرحت كثيرًا من الناقمين عليها بوصفها تعبيرًا عن حيويّة الشارع الفلسطينيّ، إلاّ أنّها، في الحقيقة، أثارت شجوني.
لقد ثار المعلّمون عن بكرة أبيهم، في الموجة الأولى من التظاهرات، وعطّلوا الدراسة وقتا طويلا من أجل قضايا مطلبيّة قصّرت السلطة عن توفيرها؛ ولم تغضب تلك التظاهرات سلطة رام الله بما أنّها غير موجّهة ضدّ إسرائيل، ولا تنتمي إلى نهج (المقاومة).
وفي الموجة الثانية من التظاهرات، تحرّك الشارع ثانية من أجل قضايا الضمان الاجتماعيّ، ولم تغضب السلطة، بل لعلّها فرحت بمثل تلك التظاهرات الّتي حوّلت النضال الفلسطينيّ من نضال شامل ضدّ الاحتلال وامتداداته إلى نضال مطلبيّ داخليّ لا علاقة له بالعدوّ الّذي يبتلع الوطن كلّه قطعةً قطعةً، ويحرم الفلسطينيّ من أن يعيش حياةً طبيعيّة كباقي البشر.
هذا ما فعلته السلطة بالشعب العربيّ الوحيد الّذي امتلك (وطنًا) لا (دولةً)، وابتكر هويّة مقاومة لا هويّةً قطريّة. لقد بات الوطن الفلسطينيّ مهدّدًا بالتحلّل بفضل تلك السلطة، وبات الفلسطينيّ يهادن (الاحتلال) ويتظاهر ضدّ نفسه، ليس من أجل فلسطين، بل من أجل حفنة شواقل.
أمّا السلطة الّتي تقمع كلّ حالة من حالات (المقاومة) بشراسة، فإنّها تبدو سعيدة بهذه الظاهرة المستجدّة على المجتمع الفلسطينيّ، والّتي سترضي العدوّ الصهيونيّ الصديق بكلّ تأكيد!
-3-
المشهد الأخير، الذي أثارني ربما أكثر مما سبق، ما قرأته عن ضابط عراقي أذل بن غوريون، مؤسس كيان العدو الصهيوني، وأجبره على الانحناء أمامه، وقصة هذا الضابط ستكون مادة مقال الغد، إن شاء الله!
الدستور