ما زال كل من حضر عرس (رويزق) مصاباً بالدهشة والصدمة والذهول، فهل تعلم أن وزارة الثقافة و الفنون أعلنت عن مشاركة عمر العبداللات في مهرجان جرش دعما للفنان الاردني، بينما ( رويزق ) أعلن عن مشاركة عمر العبداللات، ومتعب الصقار، وحسين السلمان، واللوزيين، وبكر الحراسيس، وسعد أبوتايه وغيرهم، فمن الداعم للثقافة والفنون الحكومة ام رويزق..

وهل تعلم انه على مدى ليالي مهرجان (رويزق) الاول تجاوز عدد الحضور 25 الف مواطن.. بينما مباراة المنتخب الوطني مع أستراليا لم يحضرها مثل هذا العدد، فهل مسيرة رويزق الشعبية أقوى من مسيرة المنتخب الرياضية، وهل تعلم أن أكبر ندوة لسياسي او مفكر او شاعر يحضرها بالعادة 50 شخص، بينما عدد حملة (البكارج) فقط في عرس رويزق أكثر من 300 معزب!

وهل تعلم حين تقيم الدولة مناسبة وطنية تستنفر الشرطة والدرك ودراجات السير والحضور قد لايتجاوز 500 شخص ومع ذلك تغلق الشوارع ويكون هناك حوادث سير ومخالفات، بينما في عرس رويزق كان الحضور في كل ليلة لايقل عن خمسة الاف شخص ومع ذلك لم تحصل مشكلة واحدة، او إغلاق طريق، ولم يبنشر حتى عجل سيارة، اليس رويزق تخطيطا وتنظيما أفضل من وزير الداخلية، وهل تعلم أن الجيوش في المعارك تستعين بالطائرات والبوارج لامداد مقاتليها بالطعام والشراب وقد تستغرق المدة الزمنية أياماً، بينما رويزق لم يحتج سوى الى فزعة أبناء عمومته لمد خطوط المناسف واللبنية والماء والكولا لإطعام ما لا يقل عن خمسة الاف شخص في ربع ساعة فمن المخطط الاستراتيجي رويزق ام وكالة الدفاع الامريكية؟!

وهل تعلم أن الجمهور الذي وقف امام بعض الفنانين في العرس زاد بكثير عمن وقف أمامهم طوال مسيرتهم الفنية..

وهل تعلم أن الكهرباء التي زينت عرسه لم يحصل لها أي انقطاع وهذا ما تعجز عنه شركة الكهرباء الاردنية ومجالس إدارتها، وهل تعلم أن تجهيز المكان بهذه الضخامة والخيم والكراسي في بعض الدول تستنفر له وزارة الاشغال والبلديات وتعلن حالة الطوارئ، بينما رويزق وهو يلبس (الدشداش) استطاع أن يفعل كل ذلك وتحت إشرافه، وهل تعلم أن صلاة الجمعة أقيمت في مكان العرس وكان هناك خطيب، بينما وزارة الاوقاف تعجر عن إقامتها في بعض المناطق لعدم وجود خطيب، وهل تعلم أن عدداً كبيراً من طلاب المدارس أصبحوا يسألون عن من هو رويزق، بينما عجزت وزارة التربية والتعليم على تحفيظهم من هو ابو فراس الحمداني ؟!

وهل تعلم ان طلقة واحدة لم تطلق بعرس رويزق دون وجود أي رجل أمن فقط انصياعا لرغبة العريس، بينما كان التلفزيون الاردني يبث لمدة عقود عن خطورة اطلاق العيارات النارية ولم ينصع له أحد!

تحفظ الكثيرون وانتقدوه على أقامة مثل هذا العرس الضخم، لكن قال لهم: ماذا أقدم لمحبييَّ وهم كثيرون وينتظرون عرسي ليبادلوني الوفاء بالوفاء..

لم يتوقع أحد أن يكون الوفاء بهذا العدد.. فماذا صنع (رويزق) ليدخل التاريخ بكل هذه القلوب المحبة ..بينما حكومة رفعت كل شيئ و لم تدخل التاريخ بعد..

أي نموذج هو ( رويزق ) ليجمع كل هذا العدد، بينما تعجز أحزاب ببرامجها ان تجمع لها منتسبين بعدد من حملوا المناسف في عرس رويزق ..

ظاهرة شعبية أذهلتنا وصدمتنا، ولابد من دراستها.. فهذا الوفاء لا ياتي عبثا، .. وبالمناسبة أين جينيس عن تسجيل عرس رويزق !!