ليس منذ اليوم فقط، الاردن ربما أكثر دولة عربية تعرض للمؤامرات من القريب قبل البعيد ومن الشقيق وغير الشقيق… فهو تماما مثل خبز الشعير مأكول مذموم.

ليست بمشكلة، دعهم يعقدون قمة خليجية أمريكية ويدعون عليها المغرب ويستبعدون الاردن، لكن الاردن الهاشمي سيظل السند القوي والسد المنيع العسكري والفني والتدريبي للدول الخليجية والعربية، والمدافع دوما عن أمنها واستقرارها، وسيظل شقيقها الحاضر دوما لدعمها متى إحتاجت للدعم…

ليست بمشكلة، دعهم يستبعدون الاردن من القمة الخليجية الامريكية، لكن الاردن سيظل الوطن القومي العربي الداعم لكل أشقائه المحتاجين وغير المحتاجين، وسيظل يداوي جراح أهلنا في فلسطين وفي غزة، فها هو رغم إمكانياته المحدودة وأزمته الاقتصادية، يرسل المستشفى الميداني الاردني 41 لقطاع غزة لمعالجة الأشقاء الفلسطينيين هناك بعد أن تخلى عنهم العرب…

ليست بمشكلة، فلتوقف بعض الدول الخليجية مساعداتها المالية للاردن وتمنع وصول صادرات الخضار الاردنية الى أسواقها.. ليست مشكلة في أن نبقى فقراء، ولكن يبقى عندنا كرامة ومروءة وعزة وغنى نفس وشيمة وكبرياء لا يسعها ليس فقط الوطن العربي وإنما العالم برمته…

ليست بمشكلة، دعهم يستمرون في التعامل معنا كلاعب إحتياط، لكن رغم أنوفهم سيبقى الاردن لاعبا رئيسيا لا غنى عنه في أي مباراة، وسيبقى في المقدمة وفي موقع الهجوم دائما وأبدا…

ليست بمشكلة، دعهم يتجاهلون الاردن ويتجاهلون وضعه الاقتصادي الصعب، دعهم يتناسون مواقفه التاريخية معهم ومع قضاياهم وأزماتهم الداخلية، إلا أن الشعب الاردني لن ينسى الوقفة التاريخية لبلده مع السعودية والبحرين والكويت عندما داهمتها أعمال الشغب في فترة ليس ببعيدة…

ليست بمشكلة، سيظل الاردن ورغم كل ما يعانيه، يتجرع الآلام والأحقاد، لكن شعبه لن ينسى الموقف التاريخي المشرف للمملكة مع العراق الشقيق عام 2003 وإصطفاف معظم الدول العربية في جانب والأردن لوحده في الجانب الآخر، فاليوم تدرك الدول الخليجية تحديدا كم كان جلالة الملك الحسين رحمه الله على صواب، وتعض تلك الدول أصابعها ندما وتتمنى لو تعود عقارب الزمن الى الوراء لتأييد الموقف الاردني… كيف لا والتمدد الإيراني يتغول كثيرا في العالم العربي اليوم بعد أن خسر صقر العرب والطود الصامد في وجه إيران والشيعة الشهيد صدام حسين…

ليست بمشكلة، فلا تدعو الاردن على القمة الخليجية، فقد تعودنا هذا الجحود العربي ضد الاردن، وتعودنا هذه السلبية، لكن الأردن سيبقى رغم ذلك حليما متسامحا عربيا هاشميا شامخا، في وجه كل العقليات التآمرية، وفي وجه كل الحاقدين والحاسدين والمتآمرين…

ليست بمشكلة أنكم نجحتم في تغييب الاردن عن حدث طارىء هنا أو هناك، فشمس الاردن لن تغيب، والغار سيبقى يكلله دوما، والشيح والدحنون يكبر ويشتد عوده رغم كل محاولات منعه من سقيا ماء، تماماً مثل التراب الذي ينمو فيه على أرضه الطاهرة اليانعة الخضراء!

* رئيس القسم الإقتصادي
جريدة الشرق – قطر