بسام حدادين يكتب لـ عمون: تفرقوا فذهبت ريحهم
23-04-2016 02:50 PM
أبارك لقائمة المشاركة والتغيير "قمة" الاسلامية فوزهم الكاسح في نقابة الأطباء وسيطرتهم على جميع مقاعد مجلس النقابة بمن فيها النقيب. وحسن العزاء للقوائم الخمس المكتسحة. هنيئا للإسلاميين على حسن الإدارة والوحدة واستيعاب المستقلين من الدائرة الأوسع لمؤيديهم، و"ضربة المعلم " كانت باختيار جنرال سابق مستقل لموقع النقيب.
أما الآخرون او ما يسمى بالقائمة الخضراء التاريخية والتي توصف بقائمة اليساريين والقوميين، فقد تشظت فانفض قطاع واسع من الأطباء من حولهم.
واقعة انتخابات نقابة الأطباء تكشف المكشوف في الإدارة السياسية - النقابية للجهات المقابلة المنافسة للإسلاميين ، حيث الأنانية وقصر النظر والرغبة في الاستئثار.
العرابون خلف الستار وعلى المسرح من مؤيدي "القائمة الخضراء التاريخية" ما زالوا يفكرون بعقلية "المحاصصة، والتياراتية المقيتة، ماذا يعني ان يتصدر قائمة من الخضر مرشح لمركز النقيب هويته الحزبية الشيوعية فاقعة، حتى وان كان نقابيا ممتازا، فكان من الطبيعي ان يقبل به بعض أنصار اليسار من اليسارين دون غيرهم وتكون النتيجة المتوقعة من هاو نقابي ، الحصاد المر.
انا لا أبرر للقائمة الثانية من الخضر استسهال دخول التنافس من دون تيار مهم اقرب اليهم حاز على أصوات تعادل نصف الأصوات التي حصلوا عليها. وبحسبة رقميةبسيطة يظهر تساوي الخضر مع القائمة المنافسة.
بصريح العبارة الإدارة السياسية - النقابية لمكونات الخضراء التاريخية، ما زالت تفكر بعقلية الماضي، وتعتقد أنها وحدهاالبديلة بمكوناتها السياسية عن التيار الإسلامي وتتناسى ان مياه كثيرة جرت في تركيبة الجسم النقابي والأهم على الصورة العامة لهذه التيارات السياسية في الحياة السياسية عامة.
البرغماتية عند الإسلاميين وقتالهم المستميت لتسجيل نقاط في معركة الصراع مع السلطة دفعهم لتوسيع البيكار في تحالفهم وقدموا نقيبا يختلف عنهم من حيث النشأة والموروث الفكري والسياسي ، وقد عبر النقيب الجديد عن ذلك في اول تصريح له بعد الفوز ، حيث اتسم تصريحه بالرزانة والواقعية ، حين رفض تسيس النقابة، وقدم نفسه لكل الأطباء.
ما الذي يمنع التيارات السياسية "اليسارية والقومية" من الانفتاح على المستقلين حتى لو لم يشارك حزبي واحد في قائمتهم، يكفي ان يكون النقيب وأعضاء القائمة من النقابيين المتنورين وأصحاب السمعة المهنية الطيبة وله قاعدية انتخابية في الوسط الذي يعمل به.
الحديث عن تمثيل الجميع في مجلس النقابة ضرب من الخيال لأن صراع الديكة والاستئثار يحكم عقلية الجميع، وحده التمثيل النسبي يمكن ان يمثل يحمي ويصون حقوق الجميع.
هل نسمع نقدا ذاتيا من الإدارة السياسية - النقابية لمكونات القائمة الخضراء التاريخية ، لست متفائلا بان يحدث ذلك، لان ما حصل في نقابة الأطباء حصل وسيحصل في نقابات مهنية اخرى، ويكتفي الخاسرون بتبادل التهم، التي ستولد وقودا كافيا لضغائن تدفع لإعادة استنساخ الفشل.
مرة أخري أهنئ الفائزين في انتخابات نقابة الأطباء، متمنينا على النقيب الجديد ان ينفذ وعده بعدم تسيس النقابة، بمعنى ان لا يزج النقابة في أتون الصراعات الحزبية وتحويل النقابة الى واجهة وأداة في الصراع.