بمناسبة اقتراب الدين العام للبلاد من 25 مليار دينار..

مشهد يومي غير عبثي؛ رجل طاعن بالسن؛ ذو ذقن طويلة وملبدة كـ"صوف الاغنام" ويرتدي ملابس رثة، تتدلى منها اعضاؤه الداخلية يتسلق "الحاوية" برفق، يبحث عن فقره وحزنه وعن "كسرة " خبز عفنة، ويروي ألمه من مخلفات، تركها المارة شاهدتموه، مشهدا مؤذيا ومؤلما وحزينا، تجلت مؤخراً بين كبار السن من الجاليات الاصيلة، وأصبحت مهنة يعمل بها الرجال والنساء والأطفال.. ويتسابق هؤلاء مع "مولينكس "البلدية قبل الغروب موعدهم وفي الصباح على الحاويات وبعض متعهدي الخرداوات مقابل البيع بمبالغ زهيدة جداً لا تتعدى حفنة "فلوس" لتصل الى سوق كبيرة يستثمرها الكبار .. وتكبر فرحتهم عندما يعثرون على ملابس تنازل عنها أصحابها بمحض إرادتهم أو أن الخادمة، سربتها إلى تلك الحاوية، حتى الأكياس المربوطة لا تسلم من التفتيش والضبط ، ليجمعوا في نهاية اليوم أكياساً معبأة بقاذورات منوعة يحملونها على ظهورهم أو دوابهم إن وجدت.

لم ينكر وجهه وهويته، وملامح مدينته التي تعبرها "الاشباح" ، ويدعو لرئيس البلدية بطول العمر ولحاشيته بالرزق الحلال والحـرام وما بينهما ... الشعارات لا تعبر عن "المرحلة"؟!

يفسد الفقراء فيمرضون، ويقيدون في قوائم لدى جداول ضريبة الدخل ، و"التهمة"، لا يدفعون الزكاة، ولذلك يحتاجون الى علاج ، حيث يدفعهم الترف إلى نبش الحاويات للبحث عن أشياء ثمينة تركها عابرون على "المزبلة"..!!

استراتيجيتهم تتحدث عن "المعونه"، ويتلقون"معونة " من حكومات اجنبيه بمسمى "مساعدة" و في حال ذهبت إلى المنظمات "تمويلاً" – شرعيا - والى الاحزاب "خيانة " والى المواطن تكون "منة"! ويقولون : على المواطن ان يموت من أجل الوطن وليس العكس.. هزأ بمخرجات حقوق الانسان ومسوحات الفقر والدراسات وهو يشرب نخب الحاوية ويردد :لو أن الفقر رجل لقبّـلت رأسه! وبقي وفيّا لفقره، ومازال يعي بأن الوفاء صفة تخص الكلاب وحدهـا دون سواها من الآدميين ..

وطني: نستورد الفقر والدعاء..!!

الانباط