انقسم الكتاب والمحللون العرب بين فريقين متباينين بشأن القمة العربية التي تعقد اليوم في الرياض ففريق يقول بأن القمة المنتظرة كالمهدي المنتظر بلا تشبيه وأنها ستحل مشاكل العالم العربي كله وأن الزعماء العرب عاقدون العزم على فرض حل ما على الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن القضية الفلسطينية ، والقضايا العربية الملحة الأخرى.
ورغم أن أحد الكتاب المشهورين نعت كل من يكتب ضد القمة أو يقلل من أهميتها اليوم بأنه بوم وينعق بالخراب ، فإنني سأقبل أن أصطف مع البومة بكل صدر رحب وأن اضرب بالودع للسادة القراء فأقول لهم مقررات القمة العربية قبل أن تصدر ، ليس ذلك فحسب بل إنني سأسرد لهم كل ما يمكن أن ينتج عنها وعن مقرراتها منذ هذه الساعة .
بعد اللقاءات العلنية والسرية ، فإن البيان الختامي سيشدد على ضرورة رص الصف العربي ، وعلى الوحدة الفلسطينية وضرورة أن يتصالح اللبنانيون مع بعضهم البعض ، كما أن البيان سيناشد إسرائيل على ضرورة أن تقبل بالمبادرة العربية ، وأن تلتزم بالمقررات الدولية وأن تبدأ بمفاوضات الحل النهائي مع الفلسطينيين كما أن القمة سوف تدعو الولايات المتحدة والعالم رفع الحصار عن الفلسطينيين بعد تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة التي قبل بها محمود عباس .
وبالطبع فإن إسرائيل ستعلن عن أنها سوف تقوم بدراسة المبادرة رغم أنها لم تكن بالمستوى المطلوب ، كما أن الولايات المتحدة سوف تطالب العرب بالاعتراف بإسرائيل وزيارة الزعماء العرب للكنيست وإلقاء خطاب هناك أمام المتشددين اليهود ، تدليلا على حسن نواياهم ، كما أن على العرب أن يصطفوا ضد الخطاب السياسي الإيراني والمشروع النووي الإيراني الذي يهدد المصالح العربية والإسرائيلية على السواء ، هذا بالإضافة إلى أن أمريكا سوف تطلب من حماس الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف والقبول بمبدأ المفاوضات التي لا تنتهي .
القمة العربية التاسعة عشر لا تختلف عن القمة العربية رقم واحد ولا عشرة ولا غيرهما ، القمم العربية هي تعبير عن وخز الضمير عند النظام الرسمي العربي في أحسن الأحوال وضحك على الذقون في واقع الحال ،ولا يمكن أن ينتج عنها أي شيء بالمطلق واراهن على ذلك بكل ذرة مصداقية أتمتع بها لدى قرائي الأعزاء على قلتهم ، إلا أنهم سوف يرون أنني حينما أرمي بالودع السياسي العربي فإنني قادر على قراءة المستقبل بإذن الله ولو أدى ذلك إلى اعتباري مع جوقة البومة التي تنعق بالخراب .
ومن المقترحات التي ستدرج على جدول أعمال القمة والتي سيوافق عليها الزعماء العرب بالإجماع وضع لافتة على سيارة كل زعيم عربي من الخلف مكتوب عليها كيف ترى قيادتي ، للشكاوى اتصل على رقم 001 وإذا ما جربت الاتصال فإن سويدت الوجه والراية كونداليزا رايس سترد عليك لاستقبال مكالمتك ، وهناك لن تقبل منك أي شكوى على أي سائق إلا إذا كنت ممن أدرجت أسمائهم على قائمة التمويل الأجنبي أو أل USAIDS .
وربما يكون هذا هو القرار الوخيد للقمة الذي سيطبق إذا ما تخذ والخاء في الوحيد مقصودة والله من وراء القصد .