شنت النيويورك تايمز عشية القمة الخليجية – الاميركية، عدد الثلاثاء، حملة تبخيس للسعودية غير مسبوقة في تاريخ البلدين:
- فالسعوديون يشعرون بأنهم محاصرون مثلا،
- وأن سفارتهم هوجمت في طهران وقنصليتهم في مشهد
- وأنهم فشلوا في حربهم للحوثيين
- وأن البطالة تنخر في اقتصادهم..
- وأنهم يتراجعون في لبنان امام تقدم الايرانيين
وكثير من هذا الكلام الذي كنا سمعنا مثيلاً له ايام تظاهرات ميدان التحرير وهروب بن علي من تونس بعد ان اعلن انه:.. فهم الرسالة!! وتراجعٌ قاله علي عبدالله صالح قبل استقالته!! فهل وصل الحلفاء الى النقطة الحرجة التي عبر عنها تركي الفيصل بوضوح حين قال: اميركا تغيرت، ونحن تغيرنا ومن المؤكد اننا نحتاج الى تعديل فهمنا لبعضنا البعض.
والنيويورك تايمز تضع بعض اللوم على الرئيس اوباما الذي لا يشارك السعودية اتجاهاتها الاقليمية وبعد ان انتقد السعوديين واسماهم Free Riders الشهر الماضي، فانه الآن يحاول اصلاح العلاقات ولكن يبقى من غير الواضح الى اي حد تضررت.. لكن من المؤكد انها.. ضعفت.
والسعودية، ليست بهذا الارتباك على الاطلاق، فقد نجحت في اسطنبول في شد الدول الاسلامية والاقليمية لصفها.. وعزلت ايران ووصمت حلفاءها الارهاب. وتستطيع السعودية ارباك الولايات المتحدة اذا قررت سحب بعض استثماراتها منها، ومن يعرف فهناك كلام عن اختلاق اميركي لمشكل تجمد فيه الادارة هذه الاستثمارات، فاذا قرر قاض فيدرالي اميركي ان يتهم السعودية، او يلصق بمواطنيها تهمة «غزوة نيويورك» «وواشنطن»، وطلب تعويضات على خسائر هذه الغزوة.. فان قصص النيويورك تايمز واطلاق مدافع اوباما ليست لله، فالعالم كله الآن يمكن ان يعاقب، وتجمد امواله.. اذا رغب قاض فدرالي اميركي.
على العرب ان يصلوا، ولو مرّة، الى القناعة بأن القوى الكبرى ليست صديقة حقيقية.. خاصة ونحن نستذكر ايام الثورة الكبرى وجرائم بريطانيا وفرنسا في تآمرهم على حرية العرب ووحدتهم، واحتلال بلادهم، وتقسيمها وفرض العبودية عليها.
والسعودية ودول الخليج واقفة، ومعها مصر والاردن والمغرب.. والجميع.. فهذه ليست ذي قار انها أوسع وأعمق.
الراي