السلطة الفلسطينية أقل من السقوط وأعلى من الترنحعمر كلاب
19-04-2016 04:49 AM
كل عام من عمر السلطة الوطنية ينعكس سلبا على الأيام الفلسطينية المُعتبرة انسانيا وقوميا، ولا يحتاج العقل الى كبير عناء كي يكتشف حجم البرودة في التعاطي والاحياء لكل الايام المعتبرة وكأن الناس والقوى السياسية قد اجمعت على ابراء ذمتها والصاق المهمة بالسلطة الوطنية كخطيئة تاريخية لمفهوم الممثل الشرعي والوحيد الذي ورثته السلطة عن منظمة التحرير الفلسطينية الموؤدة فعلا والقائمة على هيئة مبنى مليء بالبرودة الوطنية حاله كحال الايام الفلسطينية المُعتبرة . نهاية اذار كان يوم الارض وكان الاحتفال فيه باهتا كما يوم الاسير الفلسطيني الذي يخوض معارك الامعاء الخاوية والعقول الناسية والمتناسية، الا من بعض الحالمين بمقعد نيابي وبعض الشباب الذين ما زالوا على تواصل مع تلك الايام وذكرياتها التي سمعوها من الاهل، فقد مرت تلك المناسبات على هيئة صمت واطلال كفاح مسلح وهبّات جماهيرية، فكانت اقرب الى حضور مسلسل قديم يستعيد فيه الرجل او المرأة ذكريات علاقة حب قديمة قاربوا فيها نجوم مسلسلهم المفضل . نتفق او نختلف على تفسير ظواهر الارهاب والتطرف او التهويم الشبابي، الا انني اراها حالة ازاحة او تدمير ذاتي لغياب المشاريع القومية والوطنية الكبرى، فكل رافض لواقع الظلم والمرارة الوطنية والقومية كان يجد في منظمة التحرير ومشاريعها النضالية منفذا ومنفسا، قامت التنظيمات الارهابية بملء فراغها وتحويل الشباب من طاقات راغبة بالانفجار الايجابي حرية وثقافة وديمقراطية الى قنابل بشرية تنفجر ثقافة سوداء وتكفير للديمقراطية والغاء للحرية، وتحول الوطن الى عدو ونام العدو آمنا مطمئنا من انفجار الاجساد الغاضبة او العربات السائرة دون هدى . السلطة الآن تعيش حالة اعلى من الترنح وأقلّ من السقوط، والقلوب الفلسطينة بلغت الحناجر خشية انفلات الحالة الفلسطينية لحظة اعلان غياب الرئيس سواء بالنهاية الطبيعية لاي انسان او بيد آثمة، فلا خليفة له الا خصومه القادمون عبر بوابة الانقلاب في غزة مع مراعاة ان ظرف الضفة الغربية لا يمكن ان يقبل بما قبلته غزة واهلها قسرا لا طوعا، وكذلك بنية السلطة في الضفة محكومة بيد السلطة والكيان الصهيوني ولا تتمنى اسرائيل قذفها في البحر كما غزة، وبالطبع فإن الاردن لا يقل قلقا عن اهل فلسطين لأن انفجار الوضع في الضفة يعني انفجاره فبي الاردن بالتوازي والتساوي . الرهانات السياسية بائسة ومقلقة اذا لم يقم الرئيس بتعديل النظام الاساسي الفلسطيني، والحالة الاجتماعية والثقافية ليست اقل اقلاقا، فالارهاب يتغلغل بفضل ارتفاع التطرف وانحسار الامل وغياب الاماني، وكل لحظة تأخير في استعادة الحالة الثقافية والتربوية على اسس تنويرية ونضالية يعني استمرار مسلسل المفخخات البشرية وتنامي ظاهرة السيارات العابرة لحصد الارواح، وتغلغل المخدرات بين شبابنا وربما كهولنا ايضا، فكل ما يجري يضرب العقل في مقتل ولا ضير من تغييبه قليلا بالجواكر السياسية او المخدراتية فهما يمنحان نفس الهدف والغاية وليس بعيدا ان يكون جوكر السياسة هو تاجر الجوكر الكبير في المخدرات والا كيف نفسر امساكنا بكميات هائلة من الجوكر وشقيقاته دون الامساك بالرأس الكبيرة . ثمة يقين بأن ارادة سحرية تقوم بمهمات دعم الارهاب وتوفير حواضن التطرف وسط صمت رسمي وسياسي رهيب، فالكل يعرف مصدر الخطر ولا احد يطرح بديلا او سبيلا لمقاومته، في توافق غريب اقرب الى التواطؤ منه الى التوافق من اجل انتحار جماعي لقطيع هائم، فالحرب دائرة واسلحتنا اسيرة المخازن سواء اسلحة الثقافة والتنوير او الاسلحة الوطنية والقومية المشهرة في وجوه مرآتنا، فلسطين اول الحل وآخره فمتى نستفيق .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة