تنجح الأصابع الايرانية في احباط محاولة التحضيرات الاخيرة للانتقال من الرمادي الى الرطبة الى هيت.. ثم الى الجائزة: الموصل فقد كانت داعش دائماً لعبة ايران والأسد في تدوير الزوايا للإبقاء على الارهاب، وعلى التدخل الايراني، ونظام الأسد في دائرة واحدة.. بانتظار شيء مثل التدخل الروسي، او فك العقوبات عن المال الايراني او أي شيء يمنح العراقيين فرصة استعادة دولتهم، ويمنح سوريا (ولبنان) فرصة الحياة الطبيعية ككل شعوب الأرض.
تحرك المالكي في البرلمان، قفز بحزب الدعوة المفكك الى الشارع لاستغلال الغضب الجماهيري على الفساد، وفشل نظام المحاصصة، فينجح في ابعاد رئيس مجلس النواب وفي الامساك بتردد العِبادي لاحباط تشكيله الوزاري. والمهم: تعطيل استحضارات الجيش لتحرير بابل والموصل.
والعارفون بحجم عملية التحرير يلاحظون ان قوات اميركية هجومية تبلغ عشرة آلاف من حملة البيريه الخضراء تعد تفاصيل تدخلها.. الى جانب القوات العراقية وهو اعداد يشمل الجزيرة السورية بحيث تجري عملية موحدة القيادة في خطين متوازيين في العراق والهدف الموصل، وفي سوريا والهدف الرقة.
الرئيس الاميركي اوباما يحاول في الرياض خلق اجواء يسميها «احتواء ايران» بفرز داعش عن لعبة ايران والأسد، والاغارة عليها برعد الشمال او بتحالف اكبر تكون قيادته اميركية، فلا شيء يطيح بالنفوذ الايراني او بحليفه في دمشق الا بالاطاحة بدولة الخلافة، ومتى تحدث المعركة بغياب الحشد الشعبي او حزب الله والحرس الايراني تكون شعارات السيطرة على أربع عواصم عربية بمثابة حلم ذات ليلة ويكون شاطئ البحر المتوسط الشرقي مسبحاً جميلاً، وموانئ نشطة.
لقد كثر النقد على الرئيس الاميركي، وصار الخليج العربي يشعر بالاستفراد في غياب حليف اعتاد عليه.. مع أن قيادة الأسطول السابع ما تزال في المحرق. ومع ان الأسبوع الماضي اعطانا معلومات عن هبوط طائرات القصف العملاقة بـ 52 في السيلية بقطر.. واسراب كثيرة من الطائرات المقاتلة القاذفة في المنطقة من جزيرة مصيره الى قاعدة انجرليك، فأين الاستفراد؟ وهل من المعقول ان تحارب الولايات المتحدة من اجل قضايانا ونحن قعود؟
كيف نحتوي ايران تلك قضية، لكن الحرب على أمة كبرى فشيء مختلف، لقد أُصيبت طهران بالرعب لجنون القوة الاميركية في هجومها على افغانستان والعراق، لكنها تعلمت كيف تستفيد من كوارث الأفغان والعراقيين والعرب، فهي تعاملت مع القاعدة، ومع الاحتلال الاميركي، وجعلت انصارها يدخلون بغداد على الدبابات الاميركية، وها نحن نشعر بالاحباط لأن الاميركان لا يشنون على ايران هجوماً كالهجوم على العراق وافغانستان.
نعتبر «عاصفة الحزم» بداية مشروع نهوض عربي من التواكل، وكلما اقترب العرب من الصدام كلما شعروا بأنهم ليسوا مستفردين.