الإعلانات التجارية تهين كرامة المرأة
سارة طالب السهيل
19-04-2016 01:11 AM
تقر كل المجتمعات في العالم شرقا وغربا مهما كانت ثقافتها ومرجعيتها الدينية بأن المرأة هي نصف المجتمع وشريكة رئيسية في بناء حضاراته بما تملكه من عقل وتدبير وحكمة تصنع بها وتربي الأجيال .
والحقائق الكونية اثبتت قدرات المرأة عبر العصور والحضارات في النهوض بالمجتمعات وتبوأت أعليدى المناصب بها حتى كانت ملكة وقاضية وطبيبة وقائدة طيارة وفيلسوفة وأديبة وفنانة من ودون ان تتعارض قدراتها العقلية مع انوثتها .
والمرأة العربية على وجه الخصوص ناضلت مع زميلها الرجل من أجل التحرر من الاستعمار الاجنبي في مصر والجزائر، وفلسطين . كما صمدت المرأة العراقية منذ الغزو الامريكي وحتى اليوم في رعاية اطفالها اليتامي وسط قصف وجرائم قتل يومي يرتكبها الارهابيون. وما تواجه المرأة السورية صنوف التهجير وحماية الصغار بكل قوة بعد ان فقدت عائلها نتيجة الصراع السياسي الدائر هناك .
بينما تفلح المرأة المصرية والعراقية والتونسية الأرض بسواعدها لتجلب المنتجات الزراعية لأبنائها ومجتمعها، بينما تكافح المرأة الخليجية والاردنية لنشر التعليم في المدراس والجامعات .
وفي عالمنا المعاصر سعت فنون الدعاية التجارية لتقليص ادوار المرأة وقصرها جانب واحد وصورة ونمطية واحدة وهي المرأة الانثي واستثمار جمالها في ترويج السلع والمنتوجات المختلفة بأساليب رخيصة، حولت فيها المراة الي مجرد دمية يوظف جمالها وانوثتها في فنون عرض البضائع وجذب الزبائن، مع الغاء كينونة المرأة كشريك فاعل للأسرة والمجتمع .
ويتفنن صناع هذه الاعلانات في انتاج بروموهات دعائية تجارية في ابراز مفاتن المرأة ليقرنوها بمفاتن السلعة لجذب الجمهور علي شرائها بوسائل رخيصة متغافلا عن حقوقها الإنسانية في الحفاظ على كرامتها وعقلها وثقافتها.
بينما اثبتت الدراسات العلمية التي اجريت في دول الشرق والغرب على حد سواء حقيقية ان الإعلانات الخليعة قد أساءت لكرامة المرأة حين تم استخدام جسدها للفتنة والاثارة وصارت رمزا للجسد والمعايير الاستهلاكية مثل الدمية التي لا عقل لها ولافكر ولا دور سوي التسلية الرخيصة .
ولا تقبل أعتى الشعوب تحررا وحداثة ان تختزل الإعلانات التجارية صورة المرأة في نمط انثوي يحصرها في جسد فتان ، وفي صورة سلبية تنتهك كرامتها وتلغي ما يتمتع به هذا الكيان الانساني الجميل من علم وعقل وفكر وثقافة وأدوار مهمة في تعمير الارض والارتقاء بها .
ولكن الازمة الكبري ان الاجهزة الرقابية لم تمنع رأس المال من استخدام المرأة كسلعة بعرض مفاتنها بجوار بيع السلعة المعلن فيما يشبه تجارة "الرقيق الابيض" والذي تتحول فيها المرأة من عفيفة طاهرة إلى مهانه وعديمة الكرامة !
يجب أن نبدأ بشن حملات تناهض الاستخدام الرخيص للمرأة في الاعلانات التجارية .
ويبقي على المؤسسات البرلمانية والاعلامية الرسمية في الدول العربية الإسراع في سن تشريعات تمنع الظهورالمبتذل للمرأة في الاعلانات التجارية حفظا لكرامتها من الإهانة والاحتقار و الإبقاء على دورها الريادي بكافة المجالات
الجمال من صنع الله و الأناقة ذوق و رقي و لكن استخدامهم كتجارة أو للترويج يحول المرأة إلى سلعه تباع و تشترى وعندها لن يصبح هناك فرق بين من يسبى المرأة و يبيعها كجارية و بين من يجعل منها جسد بلا عقل
انتهاك حقوق المرأة لا يختلف بين من يعنفها و يضربها و يحبسها بإسم التزمت الديني الكاذب و بين من يهينها و يحولها لدمية بإسم التحرر و الإنفتاح الكاذب .