عمون -(المثابرة،الاجتهاد،الحلم)..كلمات لا يفهمها الا من يسعى نحو التميز وينظر للحياة بنظرة التفاؤل،لأن الهدف يبدأ بالحلم والسعي وراءه ،وهو ما فعله العشريني "أحمد الخوالده" الذي جسد ذلك من خلال ابتكاره سيارة بعد أن ابتكر طيارة بدون طيار قبل نحو ستة أعوام و تبناها مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير (كادبي).
ولم يخطر على بال الشاب الخوالده أنه سيكون حديث أبناء بلدته حيّان الرويبض الواقعة في الجنوب الغربي من محافظة المفرق على بعد (15كم)،بعد صنعه ل "المفرق (1)" - كما أسماها- لأنها تعد سابقة ليس في منطقته وحسب وانما أيضا في المحافظة بأكملها و إن لم يكن في مناطق اقليم الشمال برمتها.
فبعد انشغاله بإختراعه الأول وهو طيّارة دون طيّار في العام (2010) وأطلق عليها فيما بعد "الشهيد معاذ" و إهتمام مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير به من خلال توجيه كتاب شكر له واعتماد اختراعه،لم يقف ابداع الشاب الخوالده عند هذا الحدّ رغم أنه يتابع مسيرته العلمية في اكاديمية الطيران الملكية،ليتمكن من اختراعه الجديد الذي ما يعبر الا عن قدرة الشباب الأردني وابداعهم رغم التحديات.

ومواصفات الاختراع الجديد للشاب الخوالده الذي حالت ظروفه المادية دون اكمال دراسته في الطيران المدني حيث ما يزال ملتحقا بدراسته و يؤجل بسبب ارتفاع التكلفة المادية لها،تتلخص اضافة الى انها اقتصادية في استهلاك مادة البنزين – كما شاهدتها "الرأي" على أرض الواقع - بسرعة (70) كم في الساعة ولها أربعة غيارات وهي سيارة خلفية الدفع.
يقول الشيخ سلمان أبو عليم:"إن ما فعله الشاب الخوالدة يعد قصة ابداعية من القرى الأردنية النائية البعيدة عن الفرص وعن الأضواء تؤكد أن الشباب في وطننا الغالي والذين يعيشون بعيدا عن مراكز المدن يملكون ابداعا حقيقيا".
يقول "أحمد" صاحب الإختراع":اعتمدت على مصروفي الشخصي ومساعدة الاصدقاء من تحمل نفقات صناعة سيارته الخاصة والبالغة (500) دينار، التي أنتقل بها داخل بلدتي الصغيرة حيان الرويبض الواقعة ضمن قضاء بلعما في محافظة المفرق".
ويضيف الى "الرأي" أن لديه أفكار كبيرة لتطوير هذه الصناعة لو توفرت له الظروف الإمكانات المادية للقيام بإبداعات أكبر واضافات مبتكرة لتصاميمه واضافة شيء جديد لسيارته مثل استخدامها بالاعتماد على الطاقة الشمسية.
ويتمنى "أحمد" أن يجد جهة تدعم وتتبنى ابداعاته ليتمكن من استكمال مشروع اختراعه و تطويره ليدخل في صنع عالم السيارات بما يخدم وطنه،لأن لديه تجربة سابقة مع الابداع اذ تمكن منذ سنوات من تصميم طائرة لا سلكية - كما ذكر أنفا- وتم على أثره استضافته في احدى شركات الطيران التابعة لمركز الملك عبدلله الثاني للتصميم والتطوير وهي شركة "سيبرد للطيران" حيث تدرب بها لمدة (6) أشهر ويحمل شهادة تثبت ابداعه منها.

و حظي "أحمد" كما يقول ،بدعم مباشر على أثر ذلك من جلالة الملك عبدالله الثاني والذي التقاه في احدى زياراته لمحافظة المفرق من خلال توجيهاته للمعنيين بمتابعة اختراع "أحمد" و تقديم كافة سبل الدعم له،الا أن التحاقه انذاك بمدرسته حال دون متابعته لذلك.
ويهدي صاحب الإختراع هذا الإبداع الى جلالة الملك وكل المبدعين الأردنيين وأبناء جيله،متمنيا أن يأتي يوم ويجد نفسه في المكان الصحيح لجهة توجه وترعى ابداعه وتدعمه ليتكمن من تحقيق ذاته ويرسم طريق مستقبله على خارطة الوطن الإبداعية.

الرأي