*سئل صاحب أكبر مؤسسة عن سبب وصول الدولة اليابانية الى أعلى مستوي صناعي واقتصادي فى العالم ؟
فأجاب : يبدأ النجاح منذ الصباح الباكر عند استقبال العامل بابتسامة وروح طيبة, و إشعار كل شخص منهم أنه مالك للمؤسسة ، والتشجيع و الشكر لهم على مدار اليوم , ومشاركة ظروفهم المختلفة من أفراح وأتراح ،التي تؤدي ل رفع روحهم المعنوية , وبالتالي يصبح كل واحد منهم حريصا على زيادة الإنتاج, والعمل ساعات إضافية للحصول علي زيادة في الأجر والراتب الذي يتقاضاه..
وأضاف بأننا نعلم أن المستفيد الأخير" الدولة" , فعند الإهتمام بالموظف تزداد أموال المؤسسة ، ويكرم العامل وتتحسن الظروف الإجتماعية والإقتصادية.. ليشعر بذلك صاحب المحل التجاري بأن مشتريات المواطن كانت مقتصره فى السابق على الضرورات, و الطلب أصبح الآن يزداد على المواد الكمالية ..انتهي
*واليوم عند مراجعة واقع الإدارة العربية الأليم فى التعامل مع الموظف, فإننا نجد فارق كبير كالمسافة الممتدة بين السماء والأرض , فالعامل مدان حتي يثبت ولاءه وانتمائه لصاحب العمل , بعكس المؤسسات العملاقة التي تعتمد على حب وارضاء الموظف وإبراز نشاطاته ومواهبه المتعددة, وتحديد أوقات عمله مع توفير البيئه الصحية المناسبه.
*لقد أجريت فيما مضي دراسه مصغرة داخل مؤسسة عربية بعنوان أثر الحوافز على العاملين..., فكانت النتائج تظهر وجود حوافز معنويه وماديه وسلبيه
فالمادي كان بإعطاء الإدارة مبالغ زهيده مقابل عمل يستحق منهم تكريم أفضل, والمعنوي شكر وكتب تقدير , أما الحوافز السلبية فهي متعددة من لفت نظر وتهديد ووعيد ونقل تأديبي " نفي " , خصومات ,حرمان من الحوافز السنويه والشهرية , تحجيم , رفض طلبات لأي رغبة فى التقدم او الإنتقال الى مرحلة جديدة .., على الرغم من القدرة على إتمام العمل بأكمل وجه.
وللأسف الشديد كانت النتائج النهائية تظهر بأن العامل فى حال حصوله على حافز سلبي.., قد يؤدي به وبنسبة كبيرة للإحباط والرغبة فى الإنتقام والدخول فى حالة مزاجية سيئه تؤثر فى تعامله مع الزملاء و أفراد المجتمع ككل وبالأخص العائلة من زوجه وأطفال...
* إن الإنهيارات الإقتصادية التى تشهدها بعض البلدان !! نتيجة عدم الإهتمام بالأيدي العاملة و هجرتها للخارج , لأنهم لم يعلموا أن الكفاءات تعتبر ركيزة أي دولة, فهم حماة الديار من الحروب التنافسية العالمية .
*أما إذا نظرنا لحال الدول المتقدمة فى العصر الحديث, فهي سباقة فى التطور ..
و على سبيل المثال قامت مؤسسه لإنتاج الدبابات الحربية فى المانيا مؤخرًا بتوفير كل وسائل الدعم المادية والمعنوية للعاملين.. ,فاستطاعوا إنتاج دبابه حربية تستطيع الوقوف بشكل مفاجأ ومذهل على الرغم من حجمها وسرعتها الكبيرة , ولم يقتصر انجازهم فقط على ذلك .. بل تم وبناءا على رغبتهم وبكامل قواهم العقلية التجربة والوقوف أمامها لإظهار ثقتهم بصناعتهم المكتسبة من عطاء إدارتهم الحكيمة , على الرغم من خطورة التجربة.
فلنطبق جميعا العهود الإسلامية السابقة التي فرضت روابط عمالية تحافظ على حقوق العمال أطلق عليها اسم ""أصحاب المهن" من منطلق الآية الكريمة " ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لايظلمون. "