عمون – محمد الخوالدة استضاف منتدى جماعة درب الحضارات الثقافي في الكرك كوكبة من فرسان الكلمة في منتدى الجياد الثقافي في اربد والذين ادلوا في قاعة الكرك التراثية في يوم ثقافي رعاه الوزير الاسبق طه الهباهبة بشهادات ابداعية زاوجت بين صدق الاحساس ودفء المعنى لتداعبت مشاعر الحضور من مثقفي الكرك ومبدعيها .

قدم للمشاركين في فعاليات اليوم الثقافي الباحث مصطفى الخشمان نائب رئيس منتدى جماعة درب الحضارات فكان اول المتحدثين الشاعر عبدالرحيم جداية الذي قرأ عددا من قصائده التي تميزت بقوة تدفقها وجمال صورها وموسيقاها وقوة معانيها وقربها الدافئ من ذائقة المتلقي ، تلاه الشاعر أنور الاسمر صاحب ديوان(أبابيل الغياب) والذي حلّق في فضاءات الجمال الشعري على صهوة الكلمة الشعرية والذي اختار لقصائده سلماً موسيقيا ابهج الحضور ، الشاعر محمد عمارين قدم قصيدة حيّا بها الكرك، اعقبها بقصيدة وطنية أشادت بمناقب الهاشميين وبالوحدة الوطنية وباهمية المحافظة على سلامة الوطن وأمنه , وقرأت القاصة روان قبلاني صاحبة مجموعة(ليست سوى لوحة) قصصاً من مجموعتها والتي تميزت برمزيتها الشفيفة، وحبكتها القوية، ولغتها المحكمة، كما تضمنت القصص موقف الاديبة من قضية الصراع بين الرجل والمرأة وانتصارها للحق بين الطرفين .

وقرأ الشاعر المسرحي الاعلامي نصر ايوب صاحب ديوان(حكم القدر) بعضاً من قصائده التي تميزت بقوتها المستمدة من عمود الشعر العربي الذي التزمه، فاضاف الى جمال الصورة قوة في الغنائية فخدم موقفه من قضايا الانسان والوطن ، الشاعر ناصر قواسمي بنى قصيدية جميلة القاها على اهمية جلد الذات امام الهزات الكبيرة التي يتعرض لها وطننا الذي تهمّش فيه الانسان ، وتميزت قصيدته بموسيقى خاصة مناسبة للصراع القائم في نفس الانسان بين اهمية وجوده وعدم وجوده،

الاديبة ايمان عودة نثرت من كنانتها ومضات انسانية جمعت فيها بين الدفقة الشعرية الشفافة والسرد القصصي المكثف كحالة مزاوجة بين الاجناس الادبية, فقدمت من خلالها موقفها من الوقت الراهن الذي يطحن الانسان ويبعده عن دوره ، وقرأت الشاعرة عطاف جانم بعضاً من أشعارها التي عكست عمق تجربتها الشعرية وقدرتها على استخدام التناص في مواقعه لتضيء جوانب قصيدها وتزيده القا، وقد استوحت من العمق التاريخي للكرك لوحات جميلة كلوحة الشهيدة الكركية جنان الكنانية وهي اول شهيدة سقطت في معركة حطين الخالدة.

وأبدع الشاعر مختار العالم بقصيدته الوجودية(فسيفساء) التي شخّص فيها أزمة الوجود عند الانسان ابتداءا من لحظة الولادة حتى الوفاة، فقرع من خلال القصيدة اسماع الحضور بموضوع القلق من الموت والخلود والرحلة الابدية التي لا يعلم كنهها الا الله عز وجل ، وختم الشاعر حسين العمري الفعاليات بقصيدتين الاولى نبطية حيّا فيها الكرك وجمهور اللقاء وفي القصيدة الاخرى رحل بنا الشاعر الى فضاء التأمل وكأنه يريد منا ان نفارق أزماتنا برهة من الزمن حتى نعاود المسيرة بقوة.

في مستهل الفعاليات تحدث رئيس منتدى درب الحضارات الاديب نايف النوايسه مرحب بالمشاركين والحضور وقال:
يعزز هذا النشاط دور الادب الاردني والثقافة الاردنية وبخاصة في مناطق الاطراف لصياغة الانسان على نحو اجمل يعميق أثره في بناء مجتمعه وتصويب ما اختل من بنائه الشعوري امام الهزات التدميرية التي تكتنفه من كل جانب ، الاديب توفيق جاد ربط في مداخلة ابداعية بشكل محكم بين الاماكن العظيمة، الكرك والشوبك وعجلون ومؤتة واليرموك ذاكرا مواقف الرجال الذين ضحوا بأنفسهم وابنائهم وبما يملكون في سبيل الوطن والانسان.

راعي الحفل الاديب الهباهبة اكد اهمية اللقاءات الثقافية على طريق تعديل مسارات الحياة في مجتمعنا، ودعا الى مد الجسور الثقافية بين المثقفين والهيئات الثقافية في كافة مناطق الوطن لاسناد البناء الثقافي بمداد القوة وعمق الابداع.

بدوره اكد رئيس منتدى الجياد الثقافي الاديب سامر المعاني أهمية التلاقي بين المثقفين حتى تصبح الكلمة الجميلة سيدة المواقف حين تختل بوصلة الحضارة وتهتز زوايا البناء وسقفه، مضيفا ان الكلمة الملتزمة تعيد الانسان الى سكة العمل وايجابية البناء.

وفي نهاية الفعالية اعلن عن التوأمة بين منتدى درب الحضارات في الكرك ومنتدى جاد الثقافي في اربد على طريق تمتين اواصر العمل الثقافي المشترك بما يثري مسيرة المنتديين ويخدم الحركة الثقافية الاردنية بشكل عام ، وبدوره مدير جائزة الناصر صلاح الدين الايوبي التي تنظمها بلدية الكرك زياد القيسي دعا المشاركين للتقدم للجائزة التي تطلقها البلدية سنويا