على مشارف الحسم .. فوضى عارمة تعم المنطقة !!
د.احمد القطامين
16-04-2016 04:27 PM
ارهاصات وتفاعلات خطيرة ذات ابعاد متعددة، تتغلغل في عمق محركات الاحداث في المنطقة الممتدة من جنوب الجزيرة العربية الى الحدود التركية الجنوبية والى تخوم ايران الغربية، اخذت تدفع المنطقة للدخول القسري في مرحلة من الجائز تسميتها بمرحلة "الوصول الى الدرجة الاخيرة من سلم التوتر" the climax.
ان الولوج الى هذه النقطة يعني بالمفهوم الاستراتيجي ان الحسم قادم، وان اتجاهه وطبيعته غير محددة. مما يعني ان دولا قد تختفي من الوجود وان كيانات جديدة على شكل دول قد تظهر نتيجة لعنف الانفجار الذي تحدثه عملية الدفع القسري للاحداث الى الدرجة الاخيرة من سلم التوتر.
السلطات الحاكمة في دول الاقليم تعاني من انهاك استراتيجيي غير مسبوق مما يعني انها غير قادرة على ادارة الازمة الكبيرة التي تعصف باوصال المنطقة، مما احدث فراغا هائلا جذبت الى نواته القوى الاقليمية الكبرى(تركيا وايران واسرائيل) والدول الخارجية العظمى وفي مقدمتها روسيا والولايات المتحدة الامريكية.
معنى هذا باختصار ان معطيات اللعبة الاستراتيجية الكلية بكافة خيوطها وامتداداتها اصبحت بايدي تلك القوى الاقليمية والدولية، وان الدول العربية اصبحت جميعا محيدة تماما عن اي فعل قادر على التحكم بمجريات الاحداث، فهذه الدول تلهث وراء تفاعلات الازمة وغير قادرة على مجارآتها بطريقة التفاعل الايجابي التكاملي الناضج معها.
مجموعة من الاحداث لا بد ان تتم عملية مراقبتها بعين ناقدة: الحدث الاول، محاولات استبدال الحرب في اليمن بعملية سلمية تفاوضية عقلانية تضع الهدف الاستراتيجية يتمحور فقط حول ايجاد حل يمني- يمني بعيدا عن التأثيرات الخارجية. اما الحث الثاني فهو الاحداث المركبة في المسألة السورية على جانبيها العملية السلمية في جنيف ومعركة حلب، ففي معركة حلب الحاسمة يتم تحشيد كمية هائلة من السلاح والجيوش من جانب السلطات السورية وحلفائها الروس والايرانيين واعدادا ضخمة من المقاتلين والاسلحة من جانب تركيا وحلفائها هناك من الجهة الاخرى.
فعندما تقع معركة حلب ستكون معركة قاسية ودموية لكنها حاسمة بنتائجها، فاذا تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من استعادة المدينة ستمسي المعارضة المسلحة في خبر كان كما يقولون، وستتغير قواعد اللعبة نهائيا والى الابد، اما اذا تكمنت المجموعات المسلحة من افشال الهجوم وصده فستدخل سوريا في نفق التقسيم والدمار النهائي وستكون الوقود الحيوي الذي يزود توترات المنطقة بالطاقة ويقود الى نهايات مظلمة...