الأخ باسم سكجها مع الإحترامد .حسن البراري
30-07-2008 03:00 AM
ما من شك، في أن لكل منا موقفه السياسي المختلف ، ولا أعتقد على الاطلاق أن المطلوب أن نتبنى نفس الموقف سياسيا. ولكنني لم أرى في ردك على مقالي الذي نشرته في الغد أي نقطة تصلح للحوار. واسمح لي أن أقول أن ردك تناول شخصي ولم يتناول الموضوع الذي أثرته أنت وغيرك وكان لي فيه رأي. يبدو أنك كتبت بشكل انفعالي لأنني اختلفت معك في الفكرة ولم أختلف على وطنية شخصك على الاطلاق (وسأبين كيف في معرض المقال) ومن هنا جاء ردك فيه نوع من التشنج. سأطرح في مقالة اليوم نقاطا أقترح أن نتحاور عليها ونبتعد عن الشخصنة ولكن في نفس الوقت سأبين لك كيف أن قراءتك لمقالتي كانت سريعة وسطحية وإلا لما وجدت في مقالتي ما يفيد بأنني وجهت اتهامات لدرجة أنك \"تحسست رأسك\". أولا، الخطاب الوطني الفلسطيني هو خطاب انفصالي منذ البداية. وقد ناضل الفلسطينيون وقدموا الغالي والرخيص في سبيل التحرر مما يعتبروه الوصاية العربية وبخاصة الأردنية. أدبيات ومواقف الحركة الوطينة الفلسطينية في الداخل والخارج مليئة بالأدلة والبراهين والاعمال والتصريحات التي تبين موقفهم الانفصالي الواضح. وعندما احتضن الأردن المنظمة، سعت لاستبدال النظام ولم يبدلوا الا بعد أن أخفقوا وخرجوا مطرودين. وحتى لو أصبح الخطاب الفلسطيني السائد وحدوي مع الأردن، فأنا لا أرى اي مصلحة تذكر لقبولنا بهذه الفكرة لأنها باختصار تلغي الأردن وأنا لا أريد أن اقامر بمستقبل بلدي. ثانيا، فك الأرتباط جاء استجابة لمطالب الفلسطينيين. لم يكن كما ذهبت على قاعدة \"الابتعاد من أجل الاقتراب\". وقد سبق ذلك الحاح الفلسطينيون بوحدانية التمثيل في الرباط ولم نعثر على وثيقة واحدة للفلسطينيين تقول أنهم ضد الانفصال. ثم أن انتخابات البلديات في عام 1976 في الضفة الغربية كانت بمثابة استفتاء فلسطيني على العلاقة مع الادرن عندما فاز كل مرشحي المنظمة وفشل مرشحون اعتبروا أنهم ممثلين للنظام الأردني. ثالثا، موقفك من الموضوع هو على خجل. فأنت تريد أن يعاد النظر بقرار فك الارتباط بقصد الغاءة. وهذا تعبير عن موقف توسعي باتجاه الأشقاء الفلسطينيين. وهو موقف عدائي وهذا لا يعني أبدا أنك شخص عدواني. فقد جالستك مرات قليلة ووجدت انك من اللطف بحيث لا يمكن أن تعتدي على أحد لأن الأعتداء على الآخرين له ثمن ليس كل الناس مستعدون لتحمل تبعاته. رابعا، من المفيد أن نتناظر، إن شئت، حول قضية محددة. فأنا شخصيا أعتبر قرار العودة عن فك الارتباط ليس في مصلحة الأردن. وأنت تعتقد أن العوده عنه حان وقتها لأن الفلسطينيين أخفقوا في اقامة دولتهم. ويبدو أن لك ارتباطات عاطفية مع أشقاءنا غرب النهر أما أنا فلا يوجد موقف عاطفي وانما تأييد لحقوقهم في التحرر وليس العودة الى ما اعتبرته انت \"نصف ممكلتنا\" فمملكتنا حدودها النهر وأي موقف غير ذلك هو، من وجهة نظري، توسعي لا أوافق عليه. خامسا، إذا كنت تريد أن نعيد عقارب الساعة الى الوراء ونعود عن قرار فك الأرتباط، أقنعني كيف يخدم ذلك مصالح الأردن. بربك قل لي كيف!!!! هل من مصلحة الأردن حل مشلكة إسرائيل الديمغرافية ونقلها الى الأردن؟! وهل من مصلحة الأردنيين أن يتحولوا الى أقلية في وطنهم الذي قدم الغالي والرخيص من أجل فلسطين والفلسطينيين؟!!! سادسا، ألا تعني العودة عن القرار خدمة للتصور الشاروني الذي تبلور في مطلع الثمانينات والقاضي بتحويل الأردن الى وطن بديل؟ لا أقول أن مواقفك هي في سياق الخنوع لمنطق شارون (فأنت أشرف بكثير من ذلك) لكن الا ترى معي أن النتيجة واحدة؟ الرد الذي جاء على مقالتي السابقة كان مثير للشفقة لأنه لم يتناول الموضوع وتناول شخصي. ولم يكتف بذلك، بل استند على قراءة مشوهه لمضامين ما كتبت. وأنت يا أخ باسم تنصحني بقراءة كتاب نشره مركزنا بالاشتراك مع مركزين آخرين حول العلاقة الأردنية الفلسطينية بدلا من قراءتي لأمثال روبرت ساتلوف وديفيد ماكفوسكي وشيمون بيرس. فقد كتبت يا أخ باسم ما يلي: \"نتمنى على الزميل البراري باعتباره من كوادر المركز أن يُعيد قراءته (أي قراءة الكتاب)، لا أن يعود (أي أنا) إلى قراءة ما كتبه بيريز أو ساتلوف أو حتى ديفيد ماكفوسكي.\" هنا دعوة واضحة لأن أقرأ كتاب المركز وأن لا أقرأ غيره. سأكتفي هنا بالإشارة الى ثلاثة نقاط. أولا، مثير للاشمئزاز ذاك الموقف الأبوي الذي يحدد لنا ما نقرأ وما لا نقرأ. وهذا الموقف قد يكون نتاج بنيه ذهنية أنا لا أحبذها وبالتالي يا حبذا لو أنك تتوقف عن التبرع بتحديد ما اقرأ أو لا اقرأ. ثانيا، الدعوة لعدم قراءة الآخرين بصرف النظر عن موقفهم هو موقف منحاز للجهل أو لنقل للتجهيل. لا أظنك من دعاة هذا الموقف لكن كتابتك الانفعالية توحي بذلك. ثالثا، وهنا لسنا بصدد الاستذة لكن بكل تأكيد وضع جميع هؤلاء الكتاب (ساتلوف وماكوفيسكي وحتى بيرس) بنفس الفئة هو نتاج عدم فهم أين يقف كل منهم في هذا الموقف بالتحديد. فمثلا، في موضوع فك الارتباط أجد ديفيد ماكوفيسكي هو نسخة عن موقفك وبالتالي لو أنك قارئ لما يكتبوا لما أوردت اسمه وكأنه يقف في المعسكر الآخر. أما فيما يتعلق بكتاب \"العلاقة الأردنية الفلسطينية\"، الذي تعتقد أنه يختزل كل الأدلة والبراهين لتقوية موقفك، أود أن أشير أنه ليس المهم ما نقرأ بقدر كيف نقرأ. الكتيب المذكور نشر عام 1996 ويستند على استطلاعات رأي. لن أتطرق الى النقد الكبير في أدبيات العلوم الاجتماعية للدراسات الكمية ولكن سأشير الى عدد من النقاط. أولا، استطلاع الرأي يقيس مزاج المستطلع في لحظة معينة. ثانيا، من كان عمره سبع سنوات عندما جرى الاستطلاع أصبح الآن في العشرين. ولهؤلاء ثقافة سياسية قد تكون مختلفة، وبالتالي العينة السابقة غير ممثلة حتى نستطيع أن نبني موقفا سياسيا. ثم من قال لك أن صناعة قرار استراتيجي بهذا الحجم يخضع لاستطلاعات رأي. أحيل من يختلف معي في هذه النقطة الى موقف الشعب الاأميركي من الحرب على العراق. فهل لهذا الموقف أي أثر على سياسة بوش؟!! النقطة الثالثة والمهمة هو أن الكتيب لم يتناول الموضوع الذي كان من المفروض أن نناقشه وهو العودة عن قرار فك الارتباط وبالتالي لا أعرف لماذا الزج بهذا الكتيب؟! هناك العديد من النقاط التي يمكن أن أتناولها ولكن لا أريد أن أنزلق الى مستوى الشخصنة واقترح بدلا من ذلك يجري حوار على موضوع فك الارتباط. فالسجال الذي لا يستطيع صاحبه حشد الأدلة والبراهين يفضي الى موضوع الشخصنة كما حدث في مقالك الانفعالي. هل أنت مع العودة عن فك الارتباط أم لا؟ كتبت أنا في مقالي عن وثيقة عين عين. وهنا أعيد ما كتبت: \" هناك من يصرّ أن هؤلاء الكتاب الذين ينظرّون للقفز عن قرار فك الارتباط، ليسوا معزولين وإنما مرتبطون ببعض الرموز التي تشغل مناصب مهمة. ويكثر الحديث مؤخراً عن تفاهمات مع الفلسطينيين (كوثيقة عين – عين التي يصر البعض على وجودها في حين ينكر آخرون) التي لا تحقق للأردن أي مكسب سوى خسارة موقعه ومساعدة إسرائيل\" انتهي الاقتباس. وقراءتك لهذه الجملة وهنا أقتبس منك: \"ولكنّنا نكتشف أنّنا جزء من مؤامرة، ومرتبطون برموز سياسية لها أجندات معينة، ومن ضمنها الترويج لوثيقة \"عين عين\"، وهي عنوان ملتبس تمّ إختراعه في إطار حفلة المناكفات المحلية\" انتهي الاقتباس. ادعوك لقراءة الاقتباسين. ستجد أنني كتبت أن هناك من يصر على وجود وثيقة. وأنت تصر على أنني كتبت ما يوحي أنني أوجه الاتهام لك وأن الوثيقة بالفعل موجودة. ألم أكتب ان الوثيقة \"التي يصر البعض على وجودها في حين ينكرها أخرون\"؟. أنت من بين الذين ينكرونها. لكن اسمح لي أن اقول لك أن هناك فرقا شاسعا بين أن تقول أن الوثيقة غير موجودة على الاطلاق أو أنك لا تعرف حقيقة وجودها من عدمه. كان موقفك سيكون أسلم لو أنك قلت لا علم لي بها، أما انك تجزم أنها اختراع فهذا يعني أنك مطلع على بواطن الأمور. كنت أرغب بالتسليم بأنك تعرف بواطن الأمور لكن كتاباتك المختلفة لا توحي لا من قريب ولا من بعيد أنك مطلعا. ثم نريد أن نعرف التوقيت بأن تبدأ أنت وغيرك بكتابة مقالات تحث عن العودة عن القرار ووجود أو عدم وجود وثيقة (عين عين) التي (مرة أخرى) يصر بعض المطلعين أنها تنص على أن يقيم الأردن علاقة فيدرالية مع الفلسطينيين قبل إقامة دولتهم. نقطة أخيرة حول عدم دقة كتابتك والمبالغة في الانفعال وأستطيع أن استمر في المساجلة لكنني يا عزيزي سئمت من هذه اللعبة. فمثلا تقول أنني اتهمتك بانك ساذجا وهنا اقتباس منك: \" ونكتشف أيضاً أنّنا سُذّج لا نفهم في السياسة\" إنتهى الاقتباس. في حين أنا كتبت وهنا أقتبس: \" هناك من يحاول تمرير قراءة لا تخلو من السذاجة لقرار الأردن التاريخي\" انتهى الاقتباس. هل تلاحظ أنني تكلمت عن سذاجة القراءة وليس عن شخصكم الكريم؟! لا أريد أن أعلق على هذا لكن أنصح الجميع بالدقة في القراءة. وأخيرا، لم أدعي في يوم من الأيام أنني أضيف على معلوماتك أو \"فكرك\" السياسي. وإذا كنتب لا أضيف شيئا على علمك فهذا ليس انتقاصا مني وانما شهادتك لنفسك بأنك كبير. وأنا لن أقول عكس ذلك لأنه ليس من مهمتي تقييم فهمك. كما أرجو أن تبتعد عن شخصنة الأمور وليس لأحد علاقة بالمصادر التي أستقي منها معلوماتي لأنني أعتبرها متماسكة معرفيا ولك الحق في أن يكون لك راي آخر. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة