فرز نائب على قدر المسؤولية
ناجح الصوالحة
14-04-2016 07:08 PM
الانتخابات النيابية القادمة تستحوذ على اهتمام غالبية المواطنيين وحديثهم وخاصة في المناسبات الاجتماعية , حيث يلاحظ تزاحم المرشحين للانتخابات وتواجدهم بشكل لافت ومن اشخاص ونواب سابقين لا يعرفهم اصحاب المناسبة , ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو قدوم احد النواب السابقين الى مناسبة عزاء عند عشيرتي دخل النائب السابق الى العزاء وهو من منطقة بعيدة وغير معروف نهائيا لاي فرد في العشيرة وكان الجميع يلتفت اليه باستغراب وما هو الداعي لقدومه وكان الحديث بيننا هل يوجد شخص في العشيرة على صلة بذلك والجميع ينفي أي معرفة به ، وكم شعرت بالحزن على ذلك النائب وكيف يصل به الحال الى ان يضع نفسه في موضع استغراب جميع الحضور .
نحن الأن على أبواب انتخابات جديدة نستطيع ان نؤكد لجميع المرشحين بان الناس اصبح لها من الخبرة ما تستطيع معرفة انواع المرشحين وما هو رصيدهم من المسؤولية وحسن الدراية في التعايش مع قضايا المواطنيين , وهي رسالة ايضا للمواطن الكريم ان يرتقي الى مستوى المرحلة والامانة في منح المرشح القادر على توضيح تاريخه في معالجة قضايا الوطن والمواطن وان نصل الى درجة الاحساس بأن النائب هو مراقب ومشرع وليس قدرته على الحصول على مكاسب لذوي القربى والقائميين على حملته الانتخابية .
تعتبر المجالس النيابية السابقة خير دليل على تراجع الاهتمام بالانتخابات النيابية وهو تراجع مفهوم ولابد منه والسبب يعود على المواطن بشكل رئيسي وأساسي , عندما نتعامل مع المرشح للانتخابات بانه مصدر كسب وتوظيف في فترة الترشح للنيابة , وكل ما يبتغيه المواطن في تلك الفترة هي الاستفادة بكل الوسائل من هنا يكون نظر النائب الى المواطن والى مجتمعه الذي افرزه بانه تبادل للمنافع في فترة الانتخابات ولايحق له المطالبة بأمور أكثر من ذلك من هنا نتفهم دور النائب في المجالس السابقة ورؤيته الى طريقة تقديم الخدمات واقتصارها على فئة دون غيرها .
المواطن بدوره يرتفع صوته طوال الاربعة سنوات مدة المجالس السابقة في أنتقاد دور المجلس النيابي في جميع مناطق المملكة الى أن وصل الحال قبل أيام بأحد الاصدقاء بان تمنى ان يلغى نهائيا مجلس النواب وان البلد قبل اعادة الحياة النيابية أفضل والخدمات لها من الشرعية ما يعزز دور الدولة وقدرتها على تقديم الخدمات , ويلاحظ بان أي تقصير في تقديم الخدمة يرجعه اصحاب المسؤولية الى تنافس النواب على تنفيذ مطالبهم الخاصة والبعيدة عن الشمولية على حساب مشاريع مبرمجة للصالح العام .
الى أصحاب السعادة من المرشحين الاكارم أن يرتفع مستوى أدراكهم الى المرحلة الحالية , وان يكون الطرح والفكر على مستوى تطلعات الجماهير , من هنا يكون تقدير المواطن الذي استطاع بحسن تعامله مع السنوات العجاف نيابيا واقتصاديا وبحنكة ودراية أستطاع ان يدعم جهود الدولة الاردنية ويتحمل قرارات الحكومة بكل ما تحمله من ضغط على الوضع المعيشي للمواطن , هذا المواطن يستحق مستوى مرتفع من التمثيل النيابي ورجال على مستوى مرحلة التغيير والتبديل في السياسات الاقليمية وقضايا الامة , يحتاج الى نائب يكون همه كل فرد في الوطن وكل بقعة هي بيته يدافع عنها كما يدافع عن بيته واهل بيته .
التزاحم الحاصل في الفترة الحالية من الافاضل مرشحي الانتخابات النيابية , نعلمكم بأن المواطن الاردني مر بتجارب بالغة الصعوبة في البحث عن ممثليهم في المجالس النيابية السابقة , وكيف يصدر الامر الى موظفي
مجلس النواب بان يدخل فلان ويمنع فلان , وتبدل ارقام الهواتف وتختصر على بعض الاشخاص من يطلق عليهم مفاتيح المناطق والسبب حاجته اليهم في مثل هذه الايام , لنرحم الوطن من عينات سببت تراجع الدور النيابي وأهميته في الاردن , وهذا هو دور المواطن الواعي والقادر على فرز الصالح من نواب همهم تخطى أزمات الوطن والوصول الى درجة القناعة بالدولة الاردنية .
ناجح الصوالحه