إضاعة البطريرك والبطريركية ..
محمد الداودية
14-04-2016 05:27 AM
عام 2005 اندلعت الاحتجاجات الساخطة على البطريرك إيرينيوس الأول في اعقاب الكشف عن صفقات تم بواسطتها بيع عقارات في القدس الشرقية تعود ملكيتها لكنيسة الروم الارثوذكس لجهات يهودية.
وقد ناشد المسيحيون الفلسطينيون والاردنيون جلالة الملك عبدالله الثاني التدخل من اجل العمل على إقالة هذا البطريرك حماية لاملاك الكنيسة واوقافها من البيع والتفريط بها.
كنت سفيرا في اليونان، التي تشرف على البطريركية في القدس، فاتصل بي معالي الدكتور الصديق العزيز مروان المعشر، وكان مديرا لمكتب الملك، مستوضحا وطالبا رأيي وتنسيبي.
طلبت لقاءا عاجلا مع السفير الدكتور سكانديلاكس نائب وزير الخارجية اليوناني ولما اعلمته عن سبب طلب اللقاء العاجل دعاني الى القدوم فورا.
فاجأني بالقول: ماذا تقترح أخي السفير لحل هذا الموضوع الشائك جدا؟
قلت له: أولا، ان تلبي دعوتي لتناول طعام العشاء في منزلي السبت القادم.
قال: يسعدني ذلك.
( اقمت له حفل عشاء في المنزل الواقع في منطقة ايكالي الاجمل في أثينا، حضره وليم حبيب سفير لبنان وعميد السفراء العرب وسفراء فلسطين والكويت والعراق وسفيرة سوريا والجزائر والدبلوماسيان فواز العيطان و بشار دروزة والدكتور سميح عريقات والاخ احمد السبايلة).
قلت للسفير سكانديلاكس: الان نتحدث بصداقة، ومن منظور مصلحة مشتركة، فماذا تختارون، البطريرك ام البطريركية ؟!
قال مصعوقا: هل وصلنا الى هذا المأزق؟
قلت: يا صديقي السفير، انت طلبت نصحي وانا قدمت لك نصحا مخلصا. ان تشبثتم بالبطريرك ايرينيوس فهذا حقكم، لكنني اخشى في هذه الحالة، ان تخسروا البطريرك والبطريركية.
قال: هل هذا هو موقفكم الرسمي؟
قلت: الآن نتحقق.
اتصلت فورا مع معالي الدكتور مروان المعشر واطلعته على ما جرى.
قال: تنحية البطريرك هو الحل الذي لا يمكن قبول غيره.
عقب ذلك اللقاء، اجتمع في القدس 13 مطراناً في تموز عام 2005 وقرروا " إقالة البطريرك إيرينيوس الأول من منصبه وعدم التعامل معه إطلاقاً واعتباره شخصية غير مرغوب فيها كنسياً"، بسبب تورطه بصفقات بيع أملاك تابعة للكنيسة لمستثمرين يهود.
* لو نظرنا حولنا لوجدنا ان ضيق الأفق وشهوة السلطة، تقود الى إضاعة البطريرك والبطريركية.