لقاء الملك سلمان وسلام المحتمل قد يذيب الجليد السعودي اللبناني
12-04-2016 04:43 PM
عمون -اتفق محللان سياسيان لبنانيان على أن اللقاء المحتمل بين رئيس الحكومة اللبناني، تمام سلام، والعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، على هامش القمة الإسلامية في تركيا يحمل دلالات على تغيير في السياسة السعودية السلبية المتبعة أخيرا تجاه لبنان.
وكانت وسائل إعلام لبنانية وعربية قالت إن السفير السعودي في لبنان، علي عواض عسيري ، أبلغ سلام بموعد لقائه الملك سلمان على هامش قمة "منظمة التعاون الإسلامي" المقرر أن تستضيفها مدينة إسطنبول التركية يومي 14 و15 أبريل/نيسان الجاري.
وتعقيبا على هذا النبأ، الذي لم يؤكد رسميا حتى الساعة من قبل الرياض وبيروت، قال المحلل السياسي اللبناني، أحمد عياش، لـ "الأناضول"، إن "اللقاء بين سلام والملك سلمان صار في حكم المؤكد".
وتوقع عياش أن اللقاء "لن يكون مطولا؛ لأنه بحسب البروتوكول فإن اللقاءات على هامش المؤتمرات محكومة بالوقت؛ ولأن جدول لقاءات الملك السعودي سيكون حافلا أيضا".
لكنه رأى أن قصر اللقاء "لا يعني أن نتائجه ستكون هامشية، وليست ذات قيمة، بل حدوث اللقاء سيعني بالتأكيد وقف المنحى التصاعدي للسياسة السعودية ضد لبنان، وإننا بتنا في مرحلة جديدة".
وتشهد العلاقات بين لبنان ودول الخليج تأزما متصاعدا منذ اتخذت السعودية قرارا في فبراير/ شباط الماضي بوقف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني؛ بسبب ما اعتبرته "هيمنة" من "حزب الله" على القرار السياسي في لبنان.
وتوالت القرارات التصعيدية من دول دول الخليج ضد لبنان، والتي شملت منع مواطنيها من السفر إلى لبنان، وطرد لبنانيين يعملون لديها، والتهديد بسحب ودائع مصرفية، وصولا إلى تصنيف "حزب الله" من قبل "مجلس التعاون الخليجي" على أنه "منظمة إرهابية" في مارس/آذار الماضي.
وكان سلام أعلن، مؤخرا، نيته زيارة السعودية للقاء الملك سلمان، وشرح الموقف اللبناني "المؤيد" للسياسات العربية، كما يقول.
عياش اعتبر أن "أهم ما فيه (اللقاء بين الملك سلمان وسلام) سيكون كسر الجليد بعد قرار السعودية الأخير بوقف المساعدات العسكرية للقوى الأمنية اللبنانية، والمسار الذي اتخذته السياسة السعودية والخليجية منذ ذلك الحين".
ورأى أن "من المؤشرات على حدوث انفراج هو زيارة السفير السعودي لدى لبنان علي عواض العسيري لوزير الخارجية (اللبناني) جبران باسيل في مقر الخارجية اللبنانية مؤخرا".
وقال: "على الرغم من غياب أي تصريح بعد لقاء باسيل وعسيري، لكن اللقاء بحد ذاته يحمل العديد من الدلالات عن رياح إيجابية في العلاقات الثنائية"، خصوصا أن مواقف باسيل الرافضة لإدانة اعتداء محتجين إيرانيين، في يناير/كانون الثاني الماضي، على السفارة السعودية في إيران خلال مؤتمري وزراء الخارجية العرب ومنظمة التعاون الإسلامي كانت سببا في تغيير السعودية لسياستها تجاه لبنان.
وخلص عياش إلى أنه "يمكن التعويل على لقاء إسطنبول"، معتبرا أن هذا اللقاء المرتقب "يحمل دلالات، وسيكون اساسيا للبنان، ونقطة تطور مهمة".
لكنه استدرك، معتبرا أنه "من المبكر التكهن بأي قرارات ستصدر عن اللقاء، والتي قد تتضمن عودة السعودية عن قرارها بشأن الهبة العسكرية (المساعدات العسكرية التي أوقفتها)".
وقال: "مجرد حصول مثل هذا اللقاء على أعلى مستوى بالنسبة للمملكة وللبنان هو مؤشر يمكن البناء عليه".
ورأى أن هناك تطورات تعزز فرص نجاح هذا اللقاء، ومنها أن "الأزمات الإقليمية المحتدمة بدأت تبرد من اليمن وصولا إلى سوريا؛ حيث نشهد وقفا لإطلاق النار"، وقال إن ذلك يمكن أن "ينسحب على لبنان".
المحلل السياسي، إبراهيم بيرم، اتفق مع عياش في كون اللقاء المرتقب بين الملك سلمان وسلام يعد مؤشرا على تغيير محتمل في السياسة السعودية تجاه لبنان.
وقال بيرم، لـ "الأناضول": "إذا حصل اللقاء بين سلام والملك سلمان؛ فهو بالتأكيد يحمل مؤشرات على حدوث تغيير في السياسة السعودية" تجاه لبنان.
ورأى أن هذا التغيير "بات ممكنا؛ لأن الحملة السعودية ضد حزب الله انتهت، على ما يبدو، بعدما بلغت مداها الأقصى".
ورجح المحلل السياسي أن يسفر اللقاء عن عودة العلاقات بين السعودية ولبنان إلى ما كان عليه الوضع قبل قرار الرياض وقف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني.
لكنه دعا، في الوقت ذاته، إلى ضرورة "عدم تعليق آمال على نتائج سريعة من اللقاء".
أيضا، اتفق بيرم مع عياش، في أن التطورات الإقليمية توفر الفرصة لعودة العلاقات الثنائية إلى سابق عهدها.
وقال: "ما يوفر أجواء العودة بالأمور (بين السعودية ولبنان) إلى ما كانت عليه سابقا، هو التطورات في اليمن؛ حيث جرى تثبيت الهدنة، وإعلان الحوثيين الالتزام بها؛ لذلك لن يكون أمين عام حزب الله (حسن نصرالله) بحاجة إلى خطابات نارية ضد السعودية".
وكان سلام ألمح في حديث لصحيفة محلية، أمس، إلى إمكانية لقائه العاهل السعودي على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول.
وقال: "في مثل هذه المؤتمرات نسعى للقاء القادة حسب توافر الوقت لنا ولهم وظروفهم، ونسعى لعقد لقاء مع الملك ومع سواه من قادة مشاركين". / الأناضول