المطلوب من الجماعات الإسلامية
د. بسام العموش
12-04-2016 01:01 AM
إن المراقب لحال الجماعات الإسلامية يجد أنها ليست في حال حسن، ولا يعود هذا لنظرية المؤامرة بقدر ما يعود للجماعات نفسها من حيث الفهم والفكر والفقه والوعي والآليات المعتمدة والواقعية وسرعة التأقلم مع الإيقاع السريع لأحداث العالم!! فقد عاشت هذه الجماعات عموماً على جملة مبادئ عامة هي محل اتفاق كل المسلمين، فالكتاب والسنة هما المرجع، وأن الإسلام دين للدنيا والآخرة، وأن البشرية جمعاء تحتاج الى الإسلام النقي الصافي لينقذ البشرية من التيه والضياع والمادية والدمار البيئي والصحي وووووو.
لكن اذا دخلنا الى التفاصيل وجدنا خلافات الجماعات ليست في أمور بسيطة بل غاية في الجوهرية! فقد عاشت بعض الجماعات في عداوة مع الوطنية والقومية متناسين قول الرسول مخاطباً مكة (والله إنك لأحب أرض الله إلي) ولم يدققوا أن الأنبياء خاطبوا أقوامهم ( يا قوم)! وظنت جماعات أنها باسم الولاء والبراء لا تتحدث مع البشر الا بالسيف وكأنها تلغي إنسانية المسلم وأنه يشترك مع كل الناس في أخوة إنسانية باعتبار الجميع أولاد آدم وحواء. وظن بعضهم أن ذروة سنام الأسلام (الجهاد) يعني الاعتداء والدم والقتل والسبي والذبح والحرق! وظن آخرون أن فساد العالم وغطرسة الآقوياء تعني الانزواء ولهذا اعتزلوا وراحوا يدروشون ويشتغلون بالنفس الذاتية تاركين مجتمعهم لتأكله نيران المادية والانحراف !! ووهم آخرون بمقاطعة الحياة السياسية متناسين أن المنهج الإصلاحي لا يقوم على الحرد ولا شتم الظلام ولا البكاء على الأطلال ، بل يقوم على المخالطة (ادخلوا عليهم الباب) (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم). وعاش بعضهم في جبال البلدان وأعلنوا عن أنفسهم أمراء وقادة بينما هم لا يملكون موطء أقدامهم!! ويمارس بعضهم الخديعة للذات والأجيال عبر أدبيات السجون ظانين أن نصر الله سيكون لهم عند بوابات السجون وأن ابشعوب تنتظرهم على أحر من الجمر!. وادعى آخرون أنهم سيقيمون دولة إسلامية لا حرية فيها ولا تعددية وأن هذا هو النمط السياسي الذي يريده الإسلام!!. ووهم صنف منهم أن الرحلة الشكلية الى التاريخ عبر ديكورات خارجية من لحية وخمار وثوب وتسميات حركيةابو فلان وأبو علان هي الشعلة التي ستعيد الإسلام للمجتمع..
إن الجماعات كلها من تبليغ واخوان وصوفية وسلفية وتحريرية وقاعدة وداعشية وغيرها كلها تحتاج الى إعادة نظر في خط سيرها وعقولها ومنهاجها وسياستها لتكون جزءاً من البناء لا عامل هدم يستغله الآخرون فهل يسمعون وهل يغيرون وهل يقبلون النقد والنصح؟