كتاب العجلوني- دروس وعبر في التوثيق والشمولية د. موسى العبادي
mohammad
11-04-2016 11:12 PM
منذ ان وضعت يدي على كتاب تاريخ كلية الطب في الجامعة الأردنية ، حتى شرعت بقراءته بنهم ودون كلل او ملل ، من أوله وحتى اخر صفحاته البالغة ٥٩٩.
لا ادري بالضبط ماذا حدث لي ولكن أستطيع القول بكل صراحة متناهية ان هذا الإنجاز للأستاذ الدكتور كامل العجلوني قد أبقاني متشوقا حتى أتممته وسبرت غوره، ولقد استمتعت بما حمل هذا الكتاب من قصص وشرح تاريخي مهم لتاريخ كليتنا الطبية الاولى العريقة.
الحق يقال ان اهتمامي جاء انني درست في كلية الطب، فقد كانت دفعتنا هي الدفعة رقم ٩ لعام ١٩٨٦. فأنا كنت من هؤلاء الذين عاشوا تاريخ هذه المؤسسة كطالب على مقاعد الدراسة في عقد الثمانينات ثم كمتدرب ومقيم بقسم الجراحة العام لفترة ، ثم عودتي كأستاذ مساعد في منتصف التسعينيات، حيث مارست التدريس مع أساتذتي الأفاضل كزميل يكن كل الاحترام والتقدير لمن كانوا لنا مدرسين ومعلمين ملهمين ،اياما كان فيها حلوها ومرها.
لم يترك الكاتب لا شاردة ولا واردة الا وطرزها من خلال صفحات هذا الكتاب الفريد من نوعه، فكان له في هذا التوثيق خير التوفيق والدقة مدعما بصور عديدة وخطابات ومحاضر اجتماعات.
لقد أعطتنا هذه الصفحات مالم نكن نفهمه او نستوعبه في زمن البدايات، فهناك كثير من مفترقات الطرق التي كانت تشوبها قرارات اتخذت في حينها ولم تشرح او تفسر او تبرر لنا من اصحاب القرار، ولكن الان وبعد هذا الكم الهائل من المعلومات الموثقة جاءت الاجوبة على طبق من ذهب.
والجدير بالذكر ايضا شمولية الكتاب حيث غطى المؤلف جميع الأحداث التي واكبت بدايات التأسيس والجهد الخارق الذي قام به ثلة من الأساتذة الأفاضل لإنجاح هذه التجربة والاستمرار بها الى ان بلغت ارقى المستويات، ويكفيني أنا وزملائي من جيلي فخر ان نكون جزءا من هذه الأحداث متمنين على الله ان تستمر هذه المؤسسة برفد بلدنا العزيز وجميع البلدان الاخرى بأطباء متمكنين وعلى مستوى عال من الكفاءة.
الرأي.