عمون - يبث الدكتور خالد الكركي في كتابه الجديد المعنون (عبدالله) اشواقه المغمسة باللوعة والاسى وينثرها في فضاءات الامة شعرا لتهض من عتمة الواقع الى فضاء بهي .

تفيض نصوص الكتاب الشعرية المهداة الى ابنائه الثلاثة عبدالله وزيد وجعفر، بتلك القراءات الفطنة التي تقطف الوانا من وقائع الامة ويصوغها في رسائل محملة بالاشارات البليغة والمزنرة برؤى واحلام معبرة عن حال الوطن وقدرة أبنائه على النهوض من نوائب الزمان.

يستذكر الكركي الأرجوان والطيب وورود الربيع وهي تزهر على سهول مؤتة وجبال مؤآب وشرفات البيوت القديمة وأضرحة الشهداء وهي تملأ الليل ضوءا وتوقد جمر الرضا في زمن الذئاب.

يحافظ الشاعر في الكتاب على ادوات القصيدة الأساسية: اللغة والصورة والموسيقا في تكامل جمالي بديع، يطلق فيها الكركي صرخات الحرقة والألم وهي تتفجر من الاعماق ضد القهر والخوف ليتردد صداها من المزار مرورا بدروب القدس لتصل في فضاء الشام تبشر بالوحدة والانعتاق حيث يقول: سيأتي زمان جديد/ ويطلع نوار هذي البلاد/ وحبك في كبدي سيزيد/ فان غبت / لا تبتئس يا بني/ ..وسلام عليك. يعبر الكركي في كتاب (عبدالله) الصادر حديثا عن دارين للنشر في عمان: (ازمنة) و(الآن : ناشرون وموزعون)، بكتابة جديدة تعمل على ايقاظ الحس الانساني بمفاهيم وقيم الحرية والعدالة والمعرفة، وكل ذلك ببلاغة الموروث العربي يؤكد فيها الانتماء للوطن والأمة.
يشار الى ان خالد الكركي المولود العام 1946 هو كاتب واديب وشاعر وسياسي تقلد العديد من المناصب الرفيعة في الدولة الاردنية، ويشغل اليوم رئيس مجمع اللغة العربية في الاردن، حيث قدم للمكتبة العربية الكثير من المؤلفات الابداعية منها ديوان شعر "حماسة الشهداء" .