الفرمونات (Pheromones) .. كيف غيرت سلوك الأفراد؟
27-07-2008 03:00 AM
الفرمونات ( Pheromones ) هي عبارة عن مواد كيميائية تفرزها الكائنات الحية في النوع الواحد بهدف ارسال رسائل خاصة بين أفراد النوع الواحد بحيث تتناسب المادة المرسلة مع المستقبلة وبالتالي تشكل هذه العملية الكيميائية وسيلة انتقال المعلومات بين إفراد النوع الواحد, وتفرز الفرمونات من خلايا متخصصة موجودة في مناطق مختلفة من الجسم إما على شكل نقاط أو دفٌقات غازيه تنتشر في الجو يلتقطها أفراد الجنس الأخر من نفس النوع من الهواء بواسطة مراكز استقبال خاصة أشبه بالرادار وأشهر أنواع الفرمونات هي الفرمونات الجنسية التي تفرزها الإناث لجذب الذكور في مواسم التزاوج .ان الاكتشاف الأول للفرمونات يرجع إلى عام1919 و كانت أول عملية تصنيع مخبري للفرمونات الجنسية في عام 1959 في فرنسا, و الفرمونات انواع عديدة منها: الفرمونات الضوئية أو المشعة : Alarm pheromone وهي نوع من المواد تفرزها إناث النمل لتغطي المساحات قريبه منها بحيث يزداد تركيزها كلما تم الاقتراب من المصدر لتجذب أكبر عدد ممكن من النمل حتى تتحول إلى ماده مشعه بحيث تشكل دليل لجميع إفراد الخلية للتجمع في مكان معين ,والفرمونات الدالة :- ( (Trail pheromone وهي المواد التي تفرزها الحشرات عند عثورها على الطعام في مكان ما بهدف جذب أفراد الخلية الاخرين الى مكان و جود الطعام ,و الفرمونات الملكية الفكية -(Queen mandibular pheromone) هي نوع من الفرمونات تقوم ملكة النحل بإفرازها من غدد خاصة في فكها بهدف جذب الذكور في مواسم التزاوج.
والفرمونات الجنسية (sex attractants ) و هي الفرمونات التي تفرزها الإناث بهدف الجذب الجنسي للذكور أو تفرزها الذكور بهدف جذب الإناث وتستخدمها الحشرات كدلائل على مكان تواجدها للتزاوج في مواسم التزاوج. وللفرمونات الجنسية استخدامات متعددة في مجال ألزراعه منها استخدامها كمصائد جماعية للحشرات داخل الحقول و كذلك مراقبتها لإجراء الدراسات عليها بهدف معرفة ردود أفعالها للسيطرة عليها والحد من انتشارها عند اللزوم.
و من الثابت علميا إن معظم الثدييات تقوم بإفراز فرمونات خاصة بها مثل الكلاب والقطط وكذلك بعض أنواع النباتات مثل نبات الأوركيدا كما أثبتت الدراسات في 1986 أن الإنسان يفرز أنواع معينه من الفرمونات حيث لوحظ أن النساء اللواتي يعيشن بصوره متلاصقة في نفس المكان يتشابهن في موعد الاباضة والدورة الشهرية ومدتها وغالبا ما يكون ذلك بسبب تأثير الفرمونات المفرزه من قبلهن.
وكثر الحديث مؤخرا عن الفرمونات الجنسية وإمكانية استخدامها في تصنيع مستحضرات تخص النساء بصوره خاصة مثل العطور ومزيلات العرق فقد قام عدد من الباحثين بإجراء دراسات حول استخدامها في صناعة انواع عديدة من العطور و تحدثت بعض الكتب القديمة عن صانع عطور في القرن الثامن عشر استخدم انواع من الفرمونات كان يمزجها لتعطي روائح اغرائية او منفرة لا تقاوم وانطلاقا من هذه الفكرة درس باحثون استراليون الفرمونات للنظر إن كان من ممكن استخدامها لجذب السيدات إلى مواقع بعينها من المتاجر دون غيرها مضيفة ان الدراسات أظهرت إن الفرمونات يمكن إن تؤثر بشكل مباشر على الانسان من خلال تأثيرها على عقله الباطن و تجعله يتخذ قرارت معينة مثل قرارت الشراء التي تتخذها النساء في الفئات العمرية ما بين ( 18 و 30 ) عاما , ولكن في بعض الأحيان تكون المشكلة في العثور على الفرمونات الصحيحة من بين (100 ) فرمون جنسي والتي تولد رد الفعل المناسب لدى المرأة أثناء التسوق , واستخدم الباحثون أساليب متعددة منها عرض قطعتين من الملابس على مجموعه من الفتيات بحيث تم رش أحدهما بفرمون ذكري فكانت النتيجة أن جميع الفتيات اخترن القطعة المزودة برائحة الفرمون الذكري ولم ينجذبن إلى القطعة الأخرى, دون النظر الى شكلها أوسعرها.
وفي دراسة أخرى وجد أن السيدات اللواتي يتعاطين أقراص منع الحمل يستجبن للفرمونات الذكرية بصوره مختلفة عن اللواتي لا يتعاطين هذه الأقراص حيث ان استجابة النساء المتعاطيات لهذه الأقراص تكون اقل من النساء الغير متعاطيات لهذا النوع من الأقراص و ذلك لاحتوائها على هرمون البروجستيرون ( Progesterone ) وقد واجه الباحثون والمسوقون مشكله تمكن في عدم التأكد من أنواع الفرمونات الجنسية التي يمكنهم استخدامها في مجال تسويق بعض أنواع الملابس لعدم قدرتهم على معرفة الفرمون المناسب لتجنب احتمالية نفور الزبائن من بعض الروائح بدل جذبهم إليها ,ومن ناحية أخرى قد يكمن في الفرمونات سبب ظهور حالات من الاعتداءات الجنسية بين أفراد العائلة الواحدة أو حالات التحرش التي تحدث داخل أسوار اماكن العمل المغلقة والتي تضم موظفين من الجنسين يبقون فترات طويلة في العمل مثل المصانع والمستشفيات أو بين طلاب الجامعات ,هذا بالاضافة الى استخدامها من قبل بعض الفتيات بهدف التأثير على قرارات الأشخاص المتنفذين ماليا وسياسيا. في النهاية أقول أن الأنسان المؤمن والحكيم يستطيع ضبط جسده وسلوكه حتى مع وجود الفرمونات