facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




تطرف في كل الاتجاهات


د.رحيل الغرايبة
11-04-2016 03:59 AM

ما نشاهده ونلمسه ونحسه بعمق أن التطرف يعشعش في كثير من الزوايا المجتمعية ، ويجد حواضن لدى معظم الاتجاهات السياسية ولدى مختلف الاطراف، ومن الظلم والاجحاف قصر التطرف على اتجاه محدد على وجه التعيين والتخصيص، حيث أن وسائل الاعلام العالمية تكاد تقصر مصطلح الارهاب والتطرف على الاتجاهات الاسلامية، والمشكلة أن وسائل الاعلام العربية أخذت تحذو حذو الاتجاهات العالمية، ويحاول بعض غلاة العلمانيين الاستثمار في هذه الحالة بطريقة انتهازية بشعة ، مما يجعل وصف الارهاب والتطرف عند الاطلاق ينصرف الى الاسلاميين على وجه التخصيص أو على جانب منهم، مع ان مظاهر التطرف عند بعض مدعي العلمانية أشد قسوة وأكثر ميلاً نحو اقصاء الآخر ونفيه من الحياة فضلا عن نفيه من عالم السياسة . نحن نتغافل عن الحقيقة المرة ، أو نتواطأ أحيانا مع عملية واسعة تجري لتزوير الحقائق، ومحاولة القفز عن الأسباب الحقيقة والعوامل الرئيسة التي أدت الى بروز هذا النبت الشيطاني بين ظهرانينا، بل انها أوجدت البيئة المناسبة لاستنباتها ورعايتها وتغذيتها ودعمها وتوظيفها بطريقة ماكرة، ويجب أن نعترف أن الحقبة الاستبدادية المفرطة في الظلم والفساد التي أحكمت قبضتها على مقاليد السلطة والحكم في معظم الأقطار العربية، والتي أمعنت في تهميش الشعوب واقصائها، ومصادرة ارادة الجماهير، وسجن الأحرار واهدار الطاقات والتفريط بالكفاءات والاستيلاء على المقدرات والمال العام، هذه الحقبة تعد هي السبب الأكثر تأثيراً في بروز هذه الظاهرة، ويجب أن لا ننسى أن أول حالات التطرف نشأت في أقبية التعذيب الوحشي لبعض الانظمة العربية العلمانية في الخمسينات والستينات من القرن المنصرم. ان ظاهرة التطرف الديني ظاهرة بشعة وخطرة بكل المقاييس، ومسألة الذهاب الى الغطاء الديني هي عبارة عن محاولة بائسة للتغطية على الشعور بالخيبة والاحساس بالعجز والهزيمة النفسية الساحقة التي تولدت من حالة اليأس التي أصحبت تمس شرائح واسعة من الشباب التائه، وتمس قطاعات واسعة من أتباع الأحزاب السياسية الفاشلة، والأنظمة الفاسدة ذات الشعارات الكبيرة المستهلكة، التي استخدمتها في تضليل الملايين لمدة نصف قرن من الزمن وزيادة، لتصبح الأجيال على حالة بائسة ومريرة ؛ دول مدمرة وجيوش متهاكلة وأنظمة فاشلة وحروب أهلية واحقاد دفينة، وهروب جماعي في كل الاتجاهات وعبر جميع البوابات. من أين نبدأ في محاربة التطرف، وما هي نقطة الانطلاق في مواجهة الارهاب الآخذ بالاتساع والانتشار؟ نقطة الانطلاق تبدأ من لحظة الاعتراف بالحقيقة، ومن قاعدة التشخيص العلمي الدقيق لأصل المرض وجذره، ومن لحظة الوقوف على حقيقة التطرف الذي وجد في المربع العلماني أولاً أو لدى البعض من يحمل هذه الشعارات، الذين كانوا سبباً في ردة الفعل الغاضية التي تتوشح برداء الاسلام، وضمت أخلاطا عديدة من كل صنف ولون، بالاضافة الى نتاجات الاختراق الواضح من أجهزة الاستخبارات العالمية صاحبة النفوذ والسطوة في منطقتنا المنكوبة. نحن بحاجة الى التوافق على ميثاق جديد، تعلن فيه كل الأطراف والمكونات السياسية والأيدولوجية العزم على الانطلاق نحو حياة جديدة ، وثقافة سياسية جديدة ، ترتكز على قاعدة المواطنة والعيش المشترك ، واحترام التعددية الدينية والمذهبية والعرقية والسياسية، وارساء معايير الكفاءة والقوة والأمانة لكل المناصب والمواقع السياسية في ادارة الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة، التي تخضع لسيادة الشعب العليا، مع القسم المؤكد من كل الاطياف المجتمعية على عدم ممارسة الاقصاء والابعاد للمخالف في الرأي والاعتقاد والفكر والمذهب، وأن تتعاهد كل الأطراف على نفي مبدأ الوصاية على الدين أو احتكار الصواب، أو الاستحواذ على دعوى الديمقراطية كذلك وفق منطق فردي استعلائي مغرق في التطرف من الجهة المقابلة ،وان نعلن الحرب على التطرف والارهاب بكل اشكاله والوانه وحواضنه ومصادره بلا هوادة ومن خلال منظومة متوازية من المسارات الفاعلة على كل الاصعدة وفي كل المستويات وفي جميع المجالات


الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :