facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




من التقليد إلى التقريد !!


خيري منصور
11-04-2016 03:57 AM

كانت قامة العربي فيما مضى تعادل قامته كإنسان، بهذه العبارة اختصر انطون مقدسي الكثير مما يمكن قوله عن عقد النقص واللااستحقاق وأخيرا المحاكاة التي تتجاوز التقليد الى التقريد!. وحين اكتشف الرائد ابن خلدون ان المغلوب يسقط في فخّ الغالب حين ينجذب اليه ويرى فيه الأنموذج الذي يحتذيه، كانت قامة العربي بدأت تقصر قياسا الى قامته كإنسان، وتنامت هذه الظاهرة بمرور الوقت وتعاقب الانكسارات، حتى اصبح قدر العربي دائما هو ان يكون المشبّه لا المشبه به، فالكاتب اذا استحق الاعتراف والإطراء يصبح تولستوي او موباسان العربي، والمغني اذا أبدع يصبح سيناترا العرب، والمغنية تحظى بلقب اديث بياف او ماري ماتيو العرب حتى الممثل اذا حقق شهرة واسعة ونجاحا يصبح مارلون براندو العرب أو انطوني كوين العربي، وبالمقابل لا نجد فرنسيا او انجليزيا او روسيا او المانيا يفعل ذلك؛ إنها الآفة التي افتضحها ابن خلدون ومن اقتفوا خطاه في الكشف عن امراض الذات الجريحة، التي ترى في الآخر الأقوى مثالها ونموذجها . لقد اجاب اجدادنا عن هذا السؤال المزمن حين قالوا: إن مغنية الحي لا تطرب وإن لا كرامة لنبي في وطنه ولو بقي بعض المشاهير من العلماء والأدباء العرب في النطاق الكوني في بلدانهم لما ظفروا بهذه المكانة، لكننا استوردنا حتى الاعتراف بهم من غيرنا . ان فاقد الشيء لا يعطيه ولن يعطيه على الإطلاق، ومن يشكُ من فقر شديد في الثقة بالنفس فهو غير مؤهل للحكم على الناس وعلى ما يستحقون، ومن آفات التخلف التي قلما يشير اليها الفقهاء في هذا الداء اضافة الى الاختزال والتسطيح ما يسميه علماء النفس ازدراء الذات، فهي لا تحترم من تتصور انه يشبهها، والشعوب التي أصيبت بهذا الوباء النفسي إثر هزائمَ وانكسارات سرعان ما شفيت وتماسكت بفضل مفكريها ومثقفيها؛ لأنهم نجَوْا من الإصابة وتلقحوا وقاية منها !!.


الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :