دفع خبر اصابة 31 طالبة ومعلمتين وسائق حافلة في رحلة مدرسية ،الى خلق حالة توتر ،شملت الاف الاسر في عمان وحدها ، فلكل طالبة ذهبت في رحلة أسرة ارتبكت واصابها القلق والضجر ،وبدأت تخوض معركة الاطمئنان والبحث عن الحقيقة والمعلومة الاهم في المواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي ، عدا عن الاف المكالمات التلفونية للمدارس والمعلمات والاجهرة المعنية كالدفاع المدني والامن العام واغلبها دون جدوى.
المعلومة الاهم والملازمة لخبر الاصابات ، والتي اغفلها من بث الخبر وارسله للاعلام ،هي اسم مدرسة الطالبات التي كانت–لو بثت مباشرة–ستبقي القلق ضمن الفئة المهتمة والمحددة بذوي الطلبات والمدرسة ، وليس توسيع دائرة القلق لتشمل الالاف ،ولتساهم عدم المهنية الى ترسيخ ضعف الاداء الاعلامي في الازمات ،وقصور برامج اعداد العاملين من موظفي الدوائر الاعلامية في المؤسسات ،وحتى القصور المهني في بعض وسائل الاعلام ،التي سارعت الى نشر الخبر كسبق صحفي ،دون البحث عن استكمال عناصر اساسية لاسئلة الخبر ،التي هي بالضرورة اسئلة الناس ، فالواجب الاعلان عن الاصابات مقرونا باسم المدرسة.
للاسف ، الأداء الاعلامي في جل المؤسسات والدوائر يرتبط بمسؤولين ، منهم من لا علاقة له بالاعلام ، ومنهم من يريد الخبر باسمه وصياغته كما يشاء ومتى يريد ،دون اي التفات للمهنية والتأثير ، والابعاد الاجتماعية والنفسية لجمهور الخبر.
وهناك من يتقصد حالة الشد وعصبية الانتظار لدى الناس، بسبب خبر يمتلك معلوماته.
في هكذا اجواء بعيدة عن المهنية الاعلامية، تنمو الاجتهادات والاشاعات ،ويبدأ النيل من وسائل الاعلام لعدم دقتها ومهنيتها ، ثم نتحدث عن المصداقية التي نفتقدها مع الزمن ،ونحتاجها بالازمات ولا نجدها.
فالاعلام ليس صياغة الخبر بل علم له نظرياته وأسسه.
الراي